للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حركة علوية خارجية يسندها الأبناء وترتكب باسمها الجرائم والآثام» [١]. وهذه الحركة العلوية هي حركة إبراهيم بن موسى بن جعفر الصادق [٢] الذي ولي اليمن لأبي السرايا ووصلها بعد مقتل أبي السرايا ومحمد بن محمد العلوي. وإبراهيم هذا حسيني وليس حسنيا، ويبدو أنه أخذ يعمل لحسابه الخاص بعد فشل ثورة أبي السرايا ومحمد بن محمد بن زيد، ويذكر الطبري خبرا يوحي أنه هو الذي خرج من مكة إلى اليمن مع من كان معه من أهل بيته وذلك حين بلغه خبر أبي السرايا وأنّ أحدا لم يكلّفه بذلك [٣]. ونراه يرسل بعض ولد عقيل بن أبي طالب من اليمن في موسم الحج سنة ٢٠٠/ ٨١٥ ليحجّ بالناس [٤]، كما أنه ضرب دنانير باسمه [٥]. وقد عينّه المأمون على الحج في سنة ٢٠٢/ ٨١٧ فدعا لأخيه علي الرضا بولاية العهد بعد المأمون [٦]. كل هذا يشير إلى أنّ إبراهيم بن موسى لم يكن زيديا؛ إذن فعداء البلوي لم يكن عداء للعلويين بعامّة، وليس في رسالته أو رسائله ما يشير إلى «تسنّنه»، أمّا عداؤه لهشام بن يوسف الأبناوي فقد كان ذا طابع شخصي، ولا ننسى أن هشاما كان ممن تقرّب من السلطان [٧]، أي أنّه لم يجار بقيّة الأبناء ميولهم العلويّة. وقد ذكرنا أنّ الإمام يحيى نزل عند أحد الأبناء حينما كان في صنعاء، ولم يكن كلّ الأبناء ذوي ميول علوية.


[١] المصدر نفسه ٨٣.
[٢] انظر في أخباره تاريخ اليعقوبي ٢/ ٤٤٥ - ٤٤٩؛ تاريخ الطبري ٨/ ٥٣٤ - ٥٣٦؛ (-٣/ ٩٨٥ - ٩٨٩,٩٩٥,١٠٢٩)، بشر بن أبي كبار البلوي لوداد القاضي ٢٦ - ٣٢. وانظر فهارسه، و A .al-Mad'aj,The Yemen in Early Islam ٥٠٢ ff .
[٣] تاريخ الطبري ٨/ ٥٣٦ (-٣/ ٩٨٧ - ٩٨٨).
[٤] تاريخ الطبري ٨/ ٥٤٠ (-٣/ ٩٩٥).
[٥] A .al-Mad'aj,op .cit .٦٠٢ and ٥٢٢,fn .٥٣.
[٦] تاريخ الطبري ٨/ ٥٦٧ (-٣/ ١٠٢٩).
[٧] سير اعلام النبلاء ٩/ ٥٨١؛ وبشر بن أبي كبار لوداد القاضي ٤٣ - ٤٤.

<<  <   >  >>