للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استغرق العامل ليله ونهاره فإنه غير مقبول، قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: ٢٣] .

-الاجتماع والوحدة والائتلاف:

وهذا هو ما دعى الله إليه عباده بقوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣] ، وقال سبحانه: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: ١٠٥] .

وقال صلى الله عليه وسلم: "من ترك الطاعة وفارق الجماعة، ثم مات فقد مات ميتة جاهلية" ١، وقال صلى الله عليه وسلم: "الجماعة رحمة والفرقة عذاب" ٢.

وقد اقتفى السلف نصوص الكتاب والسنة، فكانوا مجتمعين على اعتقاد واحد وهو ما كان عليه رسول الله وأصحابه، ينقله سلفهم إلى خلفهم لا يختلفون فيه أبدًا.

قال الأصفهاني في كتابه الحجة: "ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق، أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم، قديمهم وحديثهم، مع اختلاف بلدانهم وزمانهم، وتباعد ما بينهم من الديار، وسكون كل واحد فيهم قطرا من الأقطار، وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها، ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد، ونقلهم واحد، لا ترى بينهم اختلافا ولا تفرقا في شيء ما وإن قل، بل لو جمعت ما جرى على ألسنتهم، ونقلوه عن سلفهم، وجدته كأنه جاء من قلب واحد، وجيء على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا"٣.


١ رواه مسلم "١٨٤٨"، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
٢ رواه ابن بطة في الإبانة "١/ ٢٨٧"، وأشار محققه إلى أنه صحيح.
٣ الحجة في بيان المحجة لأبي القاسم إسماعيل الأصبهاني "٢/ ٢٢٤، ٢٢٥".

<<  <   >  >>