للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو إسماعيل الصابوني: "وهذه الجمل التي أثبتها في هذا الجزء كانت معتقد جميعهم، لم يخالف بعضهم بعضا، بل أجمعوا عليها كلها، ولم يثبت عن أحد منهم ما يضادها"١.

وقال ابن بطة العكبري: "إلا من كان على طريق الاتباع، واقتفاء الأثر، والانقياد للأحكام الشرعية والطاعة الديانية، فإن أولئك من عين واحدة شربوا، فعليها يردون، وعنها يصدرون، قد وافق الخلف الغابر للسلف الصادر"٢.

وقال ابن قدامة المقدسي: "وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم، كلهم يتفقون على الإقرار والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعرض لتأويله"٣.

وإنما سمو جماعة لاجتماعم على الحق علما وعملا، فكان اشتقاق الجماعة عن اجتماعهم.

٤- في حياته الآخرة:

إن امتناع الخلود في النار لمن ظلم نفسه من الموحدين، ودخول الجنة ابتداء لمن اقتصد من أصحاب اليمين، والفوز بالدرجات العلى لمن سبق بالخيرات، مع رضوان الله تعالى ورؤية وجهه الكريم في الجنات، هو غاية المطالب، ونهاية الرغائب لجميع المؤمنين.

قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ، جَنَّاتُ عَدْنٍ


١ عقيدة السلف أصحاب الحديث لأبي إسماعيل الصابوني ص١١١.
٢ الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية لابن بطة "٦/ ٣٨٦".
٣ لمعة الاعتقاد لابن قدامة، تحقيق الأرناؤوط ص١٥.

<<  <   >  >>