القومي في عدد ديسمبر ١٩٩٩، حول التعليقات الدائرة حول تدخل حلف الأطلسي في كوسوفا, فقال: لم يكن من الممكن الانتظار أكثر لمعرفة نوايا الرئيس اليوغسلافي ميلوسيفتش أو وسائله؛ لأن حملاته الوحشية ضد كرواتيا والبوسنة قد انطلقت قبل أن تقع قنبلة واحدة على قواته. إن نفس "لوردات" الحرب الذين قاموا بالعمل الدنيء في تلك الحملات هم الذين قادوا الهجوم على كوسوفا، ومنهم سيئ الذكر "أركان" وقواته التي يطلق عليها "النمور" وكذلك الأسود البيضاء التي تتبع نائب رئيس الوزراء الصربي فوجيسلاف سيسيلج. وبديهي أن هؤلاء لم يرسلوا إلى كوسوفا ليفاوضوا قادتها وهم يحتسون القهوة! وهل يمكن أن ننسى الأعمال البشعة التي قاموا بها قبل تدخل الناتو, بما في ذلك مجزرة يناير التي وقعت في مدينة "راساك"؟ وهل يمكن أن ننسى أن الرئيس اليوغسلافي قد حشد ٤٠.٠٠٠ جندي و٣٠٠ دبابة حول كوسوفا حين كان يحاول التظاهر بأنه مستعد للتفاوض، كما أنه دفع عشرات الألوف من السكان للهجرة خلال خمسة أيام، لقد كان هدف ميلوسيفتش واضحا من البداية وهو التطهير العرقي١.
أما السيد جافيار سولانا javiar solana السكرتير العام السابق لحلف شمال الأطلسي, فقد كتب عن الموضوع في نفس العدد من مجلة الشئون الخارجية، مبينا عدد جرائم الصرب, وقال: إنه منذ ألغى الرئيس اليوغوسلافي الاستقلال الذاتي لكوسوفا في أواخر عام ١٩٨٠، فقد وضح أن الأغلبية المسلمة لن تقبل ذلك، وفي تلك الفترة زادت المصادمات المسلحة بين الجيش اليوغوسلافي ومواطني كوسوفا، وعندها استخدم الصرب أساليب التطهير العرقي التي استخدموها قبل ذلك في البوسنة.
ويلفت النظر في كل هذه القضايا الحرص على تجاهل حقوق الإنسان, ولا سيما حقوق الأغلبية الإسلامية في أن تعيش وفقا لدينها وتقاليدها كسائر شعوب الأرض، وأن يوضع المسلمون في ظروف قاسية بين مخالب الهجرة القسرية، والتطهير العرقي، حتى يضطروا في النهاية لقبول أي حل هزيل يفرض عليهم، لكنه يحقق الهدف الأساسي وهو عدم قيام كيانات إسلامية في أوروبا. وعند التأمل الدقيق في مجريات الحوادث، نجد أن المؤامرة التي عبر عنها radovan karadzic "كرادزك" فقد نفذت, ولكن بأسلوب ذكي في ظاهره رحمة وإنسانية.