للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تنفيذا لقرار مجلس الأمن في آب "أغسطس" ١٩٩٢، وقد جاء في التقرير وقائع مذهلة عن حجم الانتهاكات التي ارتكبها الصرب، وقد تضمن تقريره كذلك ملاحظات للدكتور كلايدسنو الذي صحب بعثة الأمم المتحدة عن مشاهداته في منطقة فوكوفار, حيث رأى في بقعة تبلغ مساحتها نحو ٣٠٠ متر مربع بقايا أجسام لشباب من الذكور، وجماجم مهشمة، وقال: إنها مبعثرة من مقبرة جماعية، وأعاد التذكير بما يؤيده شهود عيان عن اختفاء ١٧٥ مريضا من مستشفى فوكوفار, وتعرض التقرير بشيء من التفصيل للمساجد ودور العبادة والمستشفيات والمكتبات التي دمرت عن عمد وسبق إصرار. وقد أيد البطرك نيكولاي رئيس الكنيسة الأرثوذكسية للصرب هذه الوقائع، وقال: إن نحو "١٥٠.٠٠٠" من المسلمين قد قُتلوا بمجرد إعلان الاستقلال، وإن "٥٠.٠٠٠" من الفتيات المسلمات تعرضن للاغتصاب الجماعي, وإن مائتي مسجد على الأقل قد هدمت، ولا شك أن هذه الأرقام قد تضاعفت مع استمرار حملة التطهير١.

إن أحدث قضايا مسلمي البلقان وأقربها للذاكرة الآن هي قضية مسلمي كوسوفا، غير أن هناك قضايا أخرى لا تزال تتشكل في المنطقة مثل: قضية مقدونيا، وقضية السنجق، حيث تجتمع كل عناصر الأزمات التي فجرت الصراع الدموي في البوسنة والهرسك، ولا ينقص الانفجار سوى شعلة أو حادث صغير.

إن إصرار الصرب على اجترار العداوة التاريخية ضد الإسلام، واندفاعهم الأرعن للتنكر لأبسط حقوق الإنسان، ومحاولة تأكيد سيادة العنصر الصربي من خلال الإرهاب، والتطهير العرقي، والتهجير الجماعي، هو المسئول عن حالة التوتر التي تشهدها منطقة البلقان، وما لم تظهر الأسرة الدولية تضامنا حقيقيا للدفاع عن حقوق الإنسان من البداية؛ فإن ما حدث في البوسنة والهرسك، وكوسوفا سوف يتكرر حتما. لقد كتب السيد جيمس ستينبرج james b.steingerg مساعد الرئيس الأمريكي لشئون الأمن


١ دراسة أعدتها منظمة إذاعات الدول الإسلامية، ونشرتها على حلقات جريدة الدستور الأردنية.

<<  <   >  >>