للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الروحية للتنمية الاجتماعية" الذي نظمته نفس الجهة في "بليد" بسلوفينيا، مبادئ مهمة عن هذه الجوانب، وكمثال لهذا الاتجاه في المادة التاسعة من التقرير الختامي ما يلي: "إن التغيرات في الأفراد والمجتمعات، هي أمور ضرورية ومطلوبة؛ لأن الفرد والمجتمع بحاجة إلى آمال وتطلعات جديدة. إن مؤتمر كوبنهاجن قد عقد في لحظة حاسمة من التاريخ، حيث خلقت التطلعات "الطوبائية" شعورا باليأس المشروع، وحيث أصبح واضحا أن التمسك بنموذج وحيد للتنمية، أو التقدم الاجتماعي، قد فقد مشروعيته وحقيقته، وأخيرا حيث إن الإنسانية بحاجة لأن توجه مسيرتها على أسس جديدة".

إن ذلك يوضح بما لا يدع مجالا للشك, أن الإنسانية تجتاز مرحلة جائرة تبحث فيها عن حلول لمشكلاتها، وتتحسس حجم الكارثة التي تنتظرها إن لم تصحح المسار على أسس أخلاقية، وقيم روحية.

وهذه الدعوة يجب أن تفتح آذان المسلمين وعيونهم، وتثير عزائمهم لأداء واجبهم لتقديم مبادئ الإسلام وقيمه العالية لعالم يحتاجها، ولا يمكن أن ينجو بدونها؛ استجابة لأمر الله القائل: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: ١٨٧] .

وقبل أن نتعرض لبعض أهم القضايا المعاصرة ونبين رأي الإسلام فيها, لا بد أن نحدد حقيقة أساسية وهي أن نظرة الإسلام لحقوق الإنسان تختلف عن غيرها في ثلاث نقاط رئيسية:

١- أنها جزء من حقوق الله على العباد؛ مما يكسبها المناعة والثبات والاستقرار.

٢- أنها حقوق تقابلها واجبات, فمن قصر في الواجب ضاع عليه الحق.

٣- أن الحقوق والواجبات هي فرائض دينية يثاب فاعلها، ويعاقب تاركها والمتنكر لها.

وبهذا الفهم الشامل نتعرض لبعض القضايا المعاصرة المطروحة للبحث؛ لنرى رأي الإسلام فيها:

<<  <   >  >>