للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذّب ذلك عند من رأى ذلك، أو ثبت عنده.

ومن كذّب بما تيقن غيره وجوده، نقصت حرمته عند هذا المتيقن، وكان عنده إما جاهلاً، و [إما] ١ معانداً، فربّما ردّ عليه كثيراً من الحق بسبب ذلك.

إنكار المعتزلة للكرامات والسحر والكهانة

ولهذا صار كثيرٌ من المنتسبين إلى زهدٍ، أو فقرٍ، أو تصوّف، أو وَلَهٍ، أو غير ذلك، لا يقبلون قولهم، ولا يعبأون بخلافهم؛ لأنهم كذّبوا بحق قد تيقّنه هؤلاء، وأنكروا وجوده، وكذّبوا بما لم يُحيطوا بعلمه.

وقد يُدخلون إنكار ذلك في الشرع، كما أدخلت المعتزلة ونحوهم إنكار كرامات الأولياء٢، وإنكار السحر والكهانة في الشرع، بناءً على أن ذلك يقدح في آيات الأنبياء٣؛ فجمعوا بين التكذيب بهذه الأمور الموجودة، وبين عدم


١ في ((ط)) : تأما.
٢ أنكر المعتزلة، وابن حزم، وبعض المتكلمين كرامات الأولياء، لأجل أن لا تلبس المعجزة بالكرامة، وقالوا: إن الخوارق لا تظهر إلا على يد الأنبياء.
انظر: المغني للقاضي عبد الجبار ١٥٢٤١. والمحلى لابن حزم ١٣٦. والأصول والفروع له ص ١٣٢-١٣٣. والدره له ص ١٩٤-١٩٥.
٣ أنكر المعتزلة، وابن حزم حقيقة السحر، وقالوا: إنه عجائب وحيل، وقالوا: لو أن السحر حقيقة لما كان بين الأنبياء وبين السحرة والكهان فرق.
انظر: المغني للقاضي عبد الجبار ١٥٢٤١-٢٤٢. والدره لابن حزم ص ١٩٢-١٩٤، ١٩٧. والأصول والفروع له ص ١٣٤-١٣٥. وتفسير القرطبي ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>