للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهؤلاء ادعوا الاستواء في نفس الأمر، فغلطوا غلطاً عظيماً١، ولو قالوا: بينهما فرقٌ، لكنه لم يتلخص لنا، لكان قولهم حقاً، وكانوا قد ذكروا عدم العلم، لا العلم بالعدم؛ كما يقول ذلك كثير من الناس؛ يقول: ما أعرف الفرق بينهما، وذلك أن العلم الضروري يحصل ببعض الأخبار دون بعض.

وقد قيل: إنا نعلم أنه متواتر بحصول علمنا الضروري به٢.

والتحقيق: أنه إذا حصل [لهم] ٣ علم ضروري، كان قد حصل الخبر الذي يوجبه لهم، وقد لا يحصل لغيرهم.

والعلم يحصل بعدد المخبرين، وبصفاتهم، وبأمور أخرى تنضم إلى الخبر٤. ومن جعل الاعتبار بمجرد العدد فقد غلط٥. والأكثرون


١ أي أن الأشاعرة ادعوا الاستواء في جنس الخارق للأنبياء والأولياء والسحرة.
انظر: البيان للباقلاني ص ٤٧-٤٨. والإرشاد للجويني ص ٣٢٨.
٢ انظر: التمهيد لأبي الخطاب ٣١٦-١٧.
٣ في ((م)) ، و ((ط)) : له.
٤ انظر: التمهيد لأبي الخطاب ٣٣١. وشرح الكوكب المنير ٣٣٣٥. وأصول الفقه عند ابن تيمية١١٩١. ومجموع الفتاوى ١١٣٤٠، ١٨٤٨-٥١. وانظر ما سبق في هذا الكتاب ص ٨٨٨.
٥ وانظر إلى من اشترط العدد، وإلى اختلافهم في العدد الذي يفيد التواتر في: التمهيد لأبي الخطاب ٣٢٨-٢٩. والعدة لأبي يعلى ٣٧٤٤. والمعتمد ٢٥٦١. والمسودة ص ٢٣٥. وشرح الكوكب المنير ٢٣٣٣. والبرهان في أصول الفقه للجويني ١٥٦٩-٥٧٠. ومجموع الفتاوى ١٨٥٠-٥١. وأصول الفقه عند ابن تيمية ١٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>