للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقولون: العلم الحاصل به ضروريّ١. وقيل: إنه نظري٢. وهو اختيار الكعبي٣، وأبي الحسين٤، وأبي الخطاب٥.

كل علم نظري فمنتهاه أنه ضروري

والتحقيق: أنّه قد يكون ضرورياً، وقد يكون نظرياً، وقد يجتمع فيه الأمران؛ يكون ضرورياً، ثم إذا نظر فيه وجد أنه يوجب العلم. وكذلك العلم الحاصل عقب الآيات قد يكون ضرورياً، وقد يكون نظرياً، وكلّ نظري فإنّ منتهاه أنه ضروري٦.

ولهذا قال أبو المعالي: المرتضى عندنا أن جميع العلوم ضرورية٧؛ أي بعد حصول أسبابها، ولا بد من فرق في نفس الأمر بين ما يوجب العلم، وما لا يوجبه.

أصل خطأ المعتزلة والأشاعرة في الخوارق

وأصل خطأ الطائفتين: أنهم لم يعرفوا آيات الأنبياء، وما خصهم الله به، ولم يقدروا قدر النبوة، ولم يقدروا آيات الأنبياء قدرها، بل جعلوا هذه الخوارق الشيطانية من جنسها؛ فإما أن يكذّبوا بوجودها، وإما أن يسوّوا بينهما، ويدعوا فرقاً لا حقيقة له.


١ انظر: التمهيد لأبي الخطاب ٣٢٢-٢٣. والبرهان في أصول الفقه ١٥٦٩. وشرح الطحاوية ١١٤٣.
٢ انظر: التمهيد لأبي الخطاب ٣١٧، ٢٣-٢٨.
٣ سبقت ترجمته.
٤ سبقت ترجمته.
٥ سبقت ترجمته.
٦ انظر: البرهان في أصول الفقه للجويني ١٩٩، ١١١. ودرء تعارض العقل والنقل.
٧ انظر: البرهان في أصول الفقه للجويني ١١٢٦. ومجموع الفتاوى ٢٧٦-٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>