للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى الكاهن عند العرب

وقد أخبر عن الأنبياء قبله: أنه {مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُون} ١، ولم يقولوا: كاهن؛ لأنّ الكاهن عند العرب: هو الذي يتكلم بكلام مسجوع، وله قرين من الجن٢.

وهذا الاسم ليس بذمّ عند أهل الكتاب، بل يسمون أكثر العلماء بهذا الاسم، ويسمُّون هارون [عليه السلام] ٣ وأولاده الذين عندهم التوراة بهذا [الاسم٤] ٥.

والقدر المشترك: العلم [بالأمور] ٦ الغائبة والحكم بها.

اسم الكاهن ليس بذم عند أهل الكتاب

فعلماء أهل الكتاب يُخبرون بالغيب، ويحكمون به عن الوحي الذي أوحاه الله. وكهان العرب كانت تفعل ذلك عن وحي الشياطين، وتمتاز بأنها [تسجع] ٧ الكلام.


١ سورة الذاريات، الآية ٥٢.
٢ انظر: تهذيب اللغة ٦٢٤. وفتح الباري ١٠٢٢٧.
وقد تقدم قول حمل بن مالك في دية الجنين: أنغرم دية من لا أكل ولا شرب ولا استهل، فمثل ذلك بطل. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم له: "أسجعٌ كسجع الأعراب". تقدم ذلك ص ١٢٧٩.
٣ زيادة من ((ط)) .
٤ انظر الكتاب المقدس عندهم ١١٥٧، سفر اللاويين، الإصحاح الأول. وانظر الفصل لابن حزم ١١٤١، ١٤٥، ١٤٩.
وقال الأزهري في تهذيب اللغة: "والكاهن أيضاً في كلام العرب: الذي يقوم بأمر الرجل، ويسعى في حاجته، والقيام بما أسند إليه من أسبابه. ويُقال لقريظة والنضير: الكاهنان، وهما قبيلا اليهود بالمدينة. وفي حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "يخرج من الكاهنين رجل يقرأ القرآن لا يقرأ أحد قراءته"، وقيل: إنه محمد ابن كعب القرظي". تهذيب اللغة ٦٢٤-٢٥.
٥ في ((ط)) : الإسلام.
٦ في ((ط)) : بالأمولأ.
٧ في ((خ)) : تشجع. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>