للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخلاف اسم الساحر؛ فإنه اسم معروف في جميع الأمم. وقد يدخل في ذلك عندهم المخدوم الذي تخبره الشياطين ببعض الأمور الغائبة.

ولكون الساحر يأتي بالخوارق شبَّهوا النبي [به] ١، وقالوا: ساحر. فدلّ ذلك على قدرٍ مشترك.

من الفروق بين النبي والساحر

لكن الفرقان بينهما أعظم، كالفرق بين الملائكة والشياطين، وأهل الجنة وأهل [النّار] ٢، وخيار الناس وشرارهم. وهذا أعظم الفروق بين الحق والباطل٣.

والكفّار قالوا عن الأنبياء: إنَّهم مجانين وسحرة٤.

[فكما] ٥ يُعلم بضرورة العقل من وجود أعظم الفرق بينهم وبين المجانين، وأنهم أعقل الناس وأبعدهم عن الجنون، فكذلك يعلم بضرورة العقل أعظم الفرق بينهم وبين السحرة، وأنهم أفضل الناس وأبعدهم عن السحر.

فالساحر يُفسد الإدراك، حتى يُسمع الإنسان الشيء، ويراه، ويتصوّر خلاف ما هو عليه٦.


١ ما بين المعقوفتين ساقط من ((م)) ، و ((ط)) .
٢ ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.
٣ سبق أن ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فروقاً كثيرة في هذا الكتاب، انظر ص: ٤٧٨، ٥٠٧-٥١٣، ٥٨٩-٦٣٣، ٦٧١-٦٧٤، ٧٦٦-٧٧٩، ٧٩٧-٧٩٩، ٨٤٤، ٩٥٥، ٩٨٧، ١٠٠٣، ١٠٢٠.
٤ وقد حكى الله تعالى عن الكفار قولهم عن الأنبياء أنهم سحرة أو مجانين، قال تعالى: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} . سورة الذاريات، الآيتان ٥٢-٥٣.
٥ في ((خ)) : فكلما. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٦ وقد سُحِرَ النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى كان يُخيّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله؛ سحره اليهودي ابن أعصم. قالت عائشة رضي الله عنها: "سُحر النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى كان يُخيّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله..".
رواه البخاري في صحيحه٣١١٩٢، كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده. ومسلم في صحيحه٤١٧١٩-١٧٢١، كتاب السلام، باب السحر. ومسند الإمام أحمد ٦٥٠، ٥٧، ٦٣، ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>