للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا عصمه من كيدهم، وأظهره حتى صارت الحرب بينه وبينهم سجالاً، ثم كانت العاقبة له، فهو أشبه بحال محمّد [صلى الله عليه وسلم] ١؛ فإنّ محمداً سيّد الجميع٢، وهو خليل الله٣؛ كما أن إبراهيم خليله.

والخليلان٤: هما أفضل الجميع، وفي طريقتهما من الرأفة والرحمة، ما ليس في طريقة غيرهما.

حكمة الرب تعالى في عقوبته لكل قوم بما يناسبهم

ولم يذكر الله عن قوم إبراهيم ديناً غير الشرك، وكذلك عن قوم نوح.

وأمّا عاد: فذكر عنهم التجبّر، وعمارة الدنيا.


١ ما بين المعقوفتين لا يوجد في ((ط)) .
٢ قال صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفّع". أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ٤/١٧٨٢، كتاب الفضائل، باب تفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق، رقم ٢٢٧٨. والإمام أحمد في المسند ٢/٥٤٠.
وقال صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد الناس يوم القيامة". أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، رقم ٣٣٤٠. والإمام مسلم في صحيحه، رقم ١٩٤.
وقال صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم، ولا فخر". أخرجه الإمام أحمد في مسنده٣/٢، ١٤٤. وابن ماجه في سننه ٢/١٤٤٠، كتاب الزهد، باب ذكر الشفاعة.
٣ قال صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً". أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم ٥٣٢.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "الخُلّة: هي كمال المحبة المستلزمة من العبد كمال العبودية لله، ومن الرب سبحانه كمال الربوبية لعباده الذين يُحبّهم ويُحبونه.... ولهذا لم يكن له صلى الله عليه وسلم من أهل الأرض خليل؛ إذ الخلة لا تحتمل الشركة. فإنه كما قيل في المعنى:
قد تخلّلت مسلك الروح مني وبذا سُمّي الخليل خليلاً.
العبودية لابن تيمية ص ١٢٨. وانظر الشفا للقاضي عياض في الفرق بين المحبة والخلة ١/٢٧٩-٢٨٩.
٤ إبراهيم، ومحمد صلى الله عليهما وعلى آلهما وسلّم.

<<  <  ج: ص:  >  >>