للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإله: هو المألوه الذي يستحق أن يؤله ويُعبد، والتألّه والتعبّد: يتضمن غاية الحب بغاية الذلّ١.

الإلهية: القدرة على الاختراع عند الأشعري

ولكن غلط كثير من أولئك، فظنّوا أنّ الإلهيّة هي القدرة على الخلق، وأنّ الإله بمعنى الآلِه، وأنّ العباد يألههم الله، لا أنّهم هم يألهون الله؛ كما ذكر ذلك طائفة منهم الأشعريّ وغيره٢.

وطائفة ثالثة٣ لما رأت ما دلّ على أنّ الله يُحِبّ أن يكون محبوباً من أدلة الكتاب والسنة،

الذين غلطوا في مسمى المحبة والإرادة

وكلام السلف وشيوخ أهل المعرفة، صاروا يقرّون


١ انظر: كتاب العبودية للمؤلف؛ فقد تحدّث حول هذا الموضوع ص ٣٥. وانظر: أيضاً: مجموع الفتاوى له ١٣/٢٠٢-٢٠٣، والمصدر نفسه ٨/٣٧٨. والجواب الصحيح ٦/٣١. وجامع الرسائل ٢/١٩٦، ٢٥٤-٢٥٦.
٢ هذا الفهم الخاطئ قال به الأشعريّ، وتبعه عليه جميع الأشعريّة. انظر: الملل والنحل للشهرستاني ١/٩١. وانظر: أيضاً: الجواب الصحيح ٢/١٥٢. والصفدية ١/١٤٨. واقتضاء الصراط المستقيم ٢/٨٤٥. ودرء تعارض العقل والنقل ٩/٣٧٧. ومجموع الفتاوى ٨/١٠١. والتدمرية ص ١٨٥-١٨٦.
وفهمهم هذا خاطئ؛ فإنّ الإله بمعنى المألوه المعبود، لا بمعنى الآلِه كما زعموا. وقد بيّن شيخ الإسلام خطأهم في ذلك، فقال: (والإله هو بمعنى المألوه المعبود الذي يستحق العبادة، ليس هو الآلِه بمعنى القادر على الخلق. فإذا فسّر المفسر الإله بمعنى القادر على الاختراع، واعتقد أنّ هذا أخص وصف الإله، وجعل إثبات هذا التوحيد هو الغاية في التوحيد، كما يفعل ذلك من يفعله من متكلمة الصفاتية - وهو الذي ينقلونه عن أبي الحسن وأتباعه - لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله؛ فإنّ مشركي العرب كانوا مقرّين بأنّ الله وحده خالق كل شيء، وكانوا مع هذا مشركين؛ قال تعالى: {وَمَاْ يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُوْنَ} [يوسف ١٠٦] قال طائفة من السلف: تسألهم من خلق السموات والأرض، فيقولون: الله، وهم مع هذا يعبدون غيره..) . درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ١/٢٢٦-٢٢٧. وانظر: مجموع الفتاوى ٨/٣٧٨. وشرح الأصفهانية ١/١٤٨.
٣ انظر: مجموع الفتاوى ١٠/٧٤-٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>