للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأنّه محبوب، لكنّه هو نفسه لا يحبّ شيئاً إلا بمعنى المشيئة، وجميع الأشياء مرادة له فهي محبوبة له. وهذه طريقة كثير من أهل النظر والعبادة والحديث؛ كأبي إسماعيل الأنصاري١، وأبي حامد الغزالي، وأبي بكر بن العربي٢٣.


١ هو أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الهروي الأنصاري، ولد سنة ٣٩٦، وتوفي سنة ٤٨١?. قال عنه الذهبي: "شيخ الإسلام الإمام القدوة الحافظ الكبير، وشيخ خراسان من ذرية صاحب النبيّ صلى الله عليه وسلم أبي أيوب الأنصاري". انظر: سير أعلام النبلاء ١٨/٥٠٣. وطبقات الحنابلة ٢/٢٤٧-٢٤٨. وشذرات الذهب ٣/٣٦٥-٣٦٦.
وانظر: كلامه في مدارج السالكين ١/٢٢٧، وقد علّق عليه ابن القيم رحمه الله بأنّه من أبطل الباطل.
كما نقل كلامه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وسمى هذه المسألة مسألة إرادة الكائنات وخلق الأفعال. وقال عنه بأنّه في هذه المسألة (أبلغ من الأشعريّة؛ لا يُثبت سبباً ولا حكمة، بل يقول: إنّ مشاهدة العارف الحكم لا يبقى له استحسان حسنة ولا استقباح سيئة، والحكم عنده هو المشيئة؛ لأنّ العارف عنده من يصل إلى مقام الفناء) . مجموع الفتاوى ٨/٢٣٠. وانظر: المصدر نفسه ٨/٣٣٩-٣٤٠.
٢ في ((خ)) :ابن عربي. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
وأبو بكر بن العربي، هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن العربي الأندلسي الأشبيلي المالكي. ولد في أشبيلية سنة ٤٦٨?، وتوفي سنة ٥٤٣?. رحل إلى المشرق، وأخذ من العلماء وأشهرهم الغزالي، ثم رجع إلى الأندلس وتولى قضاء أشبيلية. يعتبر من أئمة المالكية، ومن كبار حفّاظهم وفقهائهم إلا أنه أشعري تتلمذ على الغزالي وتأثر ببعض أفكاره. انظر: سير أعلام النبلاء ٢٠/١٩٧. والبداية والنهاية ١٢/٢٤٥ - وقال عن وفاته: إنها سنة ٥٤٥ هـ. قانون التأويل - قسم التحقيق - لابن العربي ص ١١٧، وموقف ابن تيمية من الأشاعرة ٢/٦٤٧.
٣ بل هذا قول المعتزلة والجهميّة وأغلب الأشعريّة. انظر: المغني في أبواب التوحيد والعدل لعبد الجبار المعتزلي ٦/٥١-٥٦. والإنصاف للباقلاني ص ٦٩-٧٠. ولباب العقول في الرد على الفلاسفة في علم الأصول للمكلاتي ص ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>