للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاملة لكل مخلوق؛ فكل مخلوق، فهو عندهم محبوب مرضيّ١.

وجماهير المسلمين يعرفون أنّ هذا القول معلوم الفساد بالضرورة من دين أهل الملل، وأنّ المسلمين واليهود والنصارى متفقون على أنّ الله لا يُحبّ الشرك، ولا تكذيب الرسل، ولا يرضى ذلك، بل هو يُبغض ذلك ويمقته ويكرهه؛ كما ذكر الله في سورة بني إسرائيل ما ذكره من المحرّمات، ثمّ قال: {كُلُّ ذَلِكَ كَاْنَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوْهَاً} ٢. وبسط هذه الأمور له مواضع أُخَر٣.


١ وهذا نجم عن قولهم "إنّ الإرادة تستلزم الرضى والمحبة"، وقد تقدّم نقل ذلك عنهم. وخطؤهم الذي وقعوا فيه وحدا بهم إلى هذه المآزق هو ظنّهم أنّ الإرادة في النصوص كلها بمعنى واحد، بل ولا تتجدّد أيضاً. وهذا خطأ عظيم، ووهم كبير، وقول مخالف للكتاب والسنّة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله راداً على معتقدهم هذا: "وإثبات إرادة كما ذكروه لا يُعرف بشرع ولا عقل، بل هو مخالف للشرع والعقل؛ فإنّه ليس في الكتاب والسنّة ما يقتضي أنّ جميع الكائنات حصلت بإرادة واحدة بالعين تسبق جميع المرادات بما لا نهاية له". درء تعارض العقل والنقل ٨/٢٨٣. وانظر: أصول الدين للبغدادي ص ١٠٢. ومراتب الإرادة لابن تيمية - ضمن مجموع الفتاوى٨/١٨٨-١٩٠، ١٩٧. ومجموع الفتاوى ٦/١١٥-١١٦، ٨/٢٢-٢٣، ٣٣٩، ٣٤٠-٣٤١، ٤٤٠، ٤٧٤-٤٧٦، ١٦/٣٠١-٣٠٣، ١٧/١٠١، ١٨/١٣٢. ودرء تعارض العقل والنقل ٢/١٧٢. وشرح الأصفهانيّة - ت مخلوف - ص ٢٧. ومدارج السالكين لابن القيم ١/٢٢٨، ٢٥١-٢٥٢.
٢ سورة الإسراء، الآية ٣٨.
٣ انظر: مجموع الفتاوى ٦/١١٥-١١٦، ٨/٢٢-٢٣، ٢٣٠-٢٣٤، ٣٣٧-٣٥٥، ٣٧٠، ٤٤٠، ٤٧٤-٤٧٦، ١٦/٣٠١-٣٠٣، ١٧/١٠١، ١٨/١٣٢. ودرء تعارض العقل والنقل ٢/١٧٢، ٨/٢٨٣. وشرح الأصفهانيّة - ت مخلوف - ص ٢٧. ومنهاج السنة النبوية ٥/٣٥٩-٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>