للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي في الصحيحين١ على أنّ ما يجعل من المحبّة في قلوب النّاس هو بعد أن يكون هو قد أحبّه، وأمر جبريل أن يُنادي بأنّ الله يُحبّه. فنادى جبريل في السماء أنّ الله يُحِبّ فلاناً فأحبّوه٢. وبسط هذا له موضعٌ آخر٣.

وفي مناجاة بعض الداعين: ليس العجب من حبّي لك مع حاجتي إليك، العجب من حبّك لي مع غناك عنّي٤.

وفي أثرٍ آخر: يا عبدي! وحقّي إنّي لك محبّ، فبحقّي عليك كن لي محبّاً٥.

ورُوِيَ: يا داود حبّبني إلي عبادي، وحبّب عبادي إليّ؛ مرهم بطاعتي فأحبّهم، وذكّرهم آلائي فيُحبّوني؛ فإنّهم لا يعرفون منّي إلا الحسن الجميل٦.

وهو سبحانه كما قال؛ كلّ ما خلقه، فإنّه من نعمه على عباده. ولهذا يقول: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَاْ تُكَذِّبَاْن} ٧. والخير بيديه، لا يأتي بالحسنات إلا


١ وهو قوله عليه السلام: " إذا أحبّ الله عبداً.." الحديث.
٢ سبق تخريج هذا الحديث ص ٤١٤.
٣ انظر: قاعدة في المحبّة - ضمن جامع الرسائل ٢٢٨٧ -.
٤ انظر: حلية الأولياء لأبي نعيم ١٠٣٤؛ عن أبي يزيد البسطامي.
٥ قال أبو حامد الغزالي: "وفي بعض الكتب: عبدي! أنا - وحقّك - لك محبّ، فبحقّي عليك كن لي محبّاً". إحياء علوم الدين ٤٢٧٤.
٦ انظر: إحياء علوم الدين ٤١٣٨. وقال محقّقه: "الحديث لم أجد له أصلاً، وكأنّه من الإسرائيليّات".
وانظر: كتاب تصفية القلوب لليماني الذمار ص ٢٩٨-٢٩٩. وقال محقّقه: "رواه ابن حبان من حديث أبي هريرة".
ولم أقف عليه في صحيح ابن حبان.
٧ سورة الرحمن، وردت في آيات كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>