٢ الحديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم". الحديث أخرجه ابن ماجه واللفظ له (صحيح سنن ابن ماجه، حديث رقم ٦٥٢) . وأحمد في المسند ٢٣٠٧، ٣٢٨، ٣٤٠، ٤٥٣. وابن خزيمة في صحيحه ٢٣٧٩، وصحح إسناده أحمد شاكر ٨٥٠١. ورواه الدارمي في رده على بشر المريسي ص ٢٠٣. وصححه الألباني انظر: صحيح ابن ماجه ٦٥٢. وصحيح الترغيب والترهيب٣٢٥. والحديث فيه إثبات البشبشة، وهي بمعنى الفرح. قال ابن الأثير: "البش: فرح الصديق بالصديق، واللطف في المسألة، والإقبال عليه. وقد بششت به أبش". فمعنى البشّ: الفرح. ويُضرب إذا تلقّى الصديق صديقه بالبرّ، وقرّبه، وأكرمه. انظر: النهاية في غريب الحديث ١١٣٠. وقال أبو يعلى الفراء بعد الكلام على صفة الفرح لله تعالى: ".... وكذلك القول في البشبشة؛ لأنّ معناه يُقارب معنى الفرح. والعرب تقول: رأيتُ لفلان بشاشة، وهشاشة، وفرحاً. ويقولون: فلانٌ هشٌ بشٌ فرحٌ؛ إذا كان منطلقاً؛ فيجوز إطلاق ذلك كما جاز إطلاق الفرح. وقد ذكر ابن قتيبة هذا الحديث في كتاب الغريب، وقال قوله: (يُبشبش) من البشاشة، وهو يتفعَّل؛ فحمل الخبر على ظاهره، ولم يتأوّله". انتهى كلام أبي يعلى في إبطال التأويلات لأخبار الصفات ١٢٤٣. وانظر: غريب الحديث لابن قتيبة ١١٦٠. ومشكل الحديث وبيانه لابن فورك ص ٦٨، ٢٥٦. والأسماء والصفات للبيهقي ٢٤٢١-٤٢٢.