للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على يده ما هو خرق لعادتهم؛ وإن أرسل بشراً، أرسله بما يخرق عادة البشر؛ وإن أرسل جنيّاً، أظهر على يديه ما هو خارق لعادة الجن١.

مناقشة الأشاعرة في شروطهم التي اشترطوها للمعجزة

فيُقال: السّحر، والكهانة معتادٌ للبشر. وأنتم تقولون٢: يجوز أن يكون ما يأتي به الساحر، والكاهن [آية] ٣، بشرط أن لا يمكن معارضته. فلم يبق لكونه خارقاً للعادة معنى يعقل عندكم.

لهذا قال محققوهم٤: [إنّه] ٥ لا يُشترط في الآيات أن تكون خارقة للعادة؛ كما قد حكينا لفظهم في غير هذا الموضع؛ كما تقدم٦، وإنّما الشرط: أنها لا تعارض، وأن تقترن بدعوى النبوة٧؛ هذان الشرطان هما المعتبران. وقد بيّنا في غير موضع أنّ كلاً من الشرطين باطلٌ.

والأول: يقتضي أن يكون المدلول عليه جزءاً من الدليل.

وآيات النبوة أنواع متعددة؛ منها ما يكون قبل وجوده؛ ومنها ما يكون بعد موته؛ ومنها ما يكون في غيبته٨.

والمقصود هنا كان: هو الكلام على المثال الذي ذكروه، وأنّ ما ضرب من الأمثلة على الوجه الصحيح، فإنّه - ولله الحمد - يدلّ على صدق الرسول، وعلى فساد أصولهم.


١ انظر: البيان للباقلاني ص ٥٥.
٢ انظر: البيان للباقلاني ص ٩٤، ٩٥. والإرشاد للجويني ص ٣٢٧-٣٢٨.
٣ رسمت في ((خ)) : انه. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ انظر: البيان للباقلاني ص ٤٧-٤٨. والإرشاد للجويني ص ٣٠٩.
٥ ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.
٦ تقدم هذا في ص ٦٥٩-٦٦٠ من هذا الكتاب.
٧ انظر: البيان للباقلاني ص ٤٧-٤٨، ١٩٤. والإرشاد للجويني ص ٣٢٠-٣٢١.
٨ انظر: الجواب الصحيح ٦٣٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>