للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق الضرورة لإثبات النبوة

ولكن هم ضربوا مثالاً، إذا اعتبر على الوجه الصحيح كان حجةً - ولله الحمد - على صدق النبيّ، وعلى فساد ما ذكروه في المعجزات حيث قالوا١: هي الفعل الخارق للعادة، المقترن بدعوى النبوة والاستدلال به، وتحدّي النبيّ من دعاهم أن يأتوا بمثله. وشَرَطَ بعضهم٢ أن يكون مما ينفرد الرب بالقدرة عليه.

تعريف المعجزة عند الأشاعرة وشروطها

وهذه الأربعة هي التي شَرَطَ القاضي أبو بكر٣، ومن سلك مسلكه؛ كابن اللبان٤، وابن شاذان٥، والقاضي أبي يعلى٦، وغيرهم٧: أن يكون ممّا ينفرد الرب بالقدرة عليه على أحد القولين، أو منه ومن الجنس الآخر، إذا وقع على وجه يخرق العادة، وطريق متعذر على غيرهم مثله - على القول الآخر. قالوا وهذا لفظ [القاضي] ٨ أبي بكر.


١ انظر: البيان للباقلاني ص ١٦، ٩٤. وأصول الدين للبغدادي ص ١٧٠-١٧١. والمواقف للإيجي ص ٣٣٩-٣٤٠. والمقاصد مع شرحها للتفتازاني ٥١١. وانظر: الجواب الصحيح ٦٤٩٧.
٢ انظر: البيان للباقلاني ص ٤٥.
٣ انظر: البيان للباقلاني ص ٤٥.
٤ هو عليّ بن محمد بن نصر الدينوري، أبو الحسن، ابن اللبّان. إمام، محدّث، حافظ. توفي سنة ثمانٍ وستين وأربع مائة. انظر: سير أعلام النبلاء ١٨٣٦٩-٣٧٠.
٥ هو الحسن بن أبي بكر؛ أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان. أبو علي البغدادي البزّاز الأصوليّ. إمام، فاضل، مسند العراق. توفي في آخر يوم من سنة ٤٢٥ ?، ودفن في أول يوم من سنة ٤٢٦ ?.
انظر: سير أعلام النبلاء ١٧٤١٥-٤١٨. وشذرات الذهب ٣٢٢٨-٢٢٩.
٦ سبقت ترجمته.
٧ وانظر: أيضاً في أقوال هؤلاء في إثبات النبوة: الجواب الصحيح ٦٣٩٧-٣٩٨.
٨ ما بين المعقوفتين مكرّر في ((خ)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>