للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان قبله أنبياء؛ كشيث١، وإدريس٢ عليهما السلام، وقبلهما آدم كان نبيّاً مكلّماً٣. قال ابن عباس: كان بين آدم ونوح، عشرة قرون كلهم على الإسلام٤.


١ قال ابن كثير رحمه الله: "ومعنى شيث: هبة الله، وسمياه بذلك لأنّهما رزقاه بعد أن قتل هابيل. قال أبو ذر في حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله أنزل مائة صحيفة وأربع صحف؛ على شيث خمسين صحيفة. قال محمد بن إسحاق: ولما حضرت آدم الوفاة عهد إلى ابنه شيث، وعلّمه ساعات الليل والنهار، وعلّمه عبادات تلك الساعات، وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك. قال: ويقال: إنّ أنساب بني آدم اليوم كلها تنتهي إلى شيث، وسائر أولاد آدم غيره انقرضوا وبادوا، والله أعلم) . البداية والنهاية ١٩١. وانظر: أعلام النبوة للماوردي ص ٨١. وتاريخ الطبري ١١٦٤.
٢ قال الله تعالى عنه: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} [سورة مريم، الآية ٥٦-٥٧] .
قال ابن كثير رحمه الله عن نبيّ الله إدريس: "كان أول بني آدم أُعطي النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام". البداية والنهاية ١٩٢-٩٣.
وقال ابن قتيبة: "وسمي إدريس؛ لكثرة ما كان يدرس من كتب الله تعالى وسنن الإسلام". أعلام النبوة للماوردي ص ٨١-٨٢.
٣ أخرجه الإمام أحمد في المسند ٥٢٦٦ من حديث أبي ذر قال: قلت: يا نبيّ الله! أو نبيّ كان آدم؟ قال: " نعم نبيّ مُكلّم". وكذا أخرجه ابن حبان في صحيحه ٨٥٤، وقال: على شرط مسلم ولم يخرجه. وصححه الألباني. انظر مشكاة المصابيح ٣١٥٩٩.
٤ أخرجه البزار (كشف الأستار ٣٤١) ، والطبري في تفسيره ٢٣٣٤، والحاكم في المستدرك ٢٤٤٢، وقال: هذ حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرّجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن المنذر، وابن أبي حاتم (الدر المنثور ١٥٨٢) . وانظر: تفسير القرطبي ١٨٣٨. وفتح القدير للشوكاني ١٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>