للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاضي الأخنائي المالكي، وأفتى قضاة مصر الأربعة بحبسه، فحبس بقلعة دمشق سنتين وأشهراً.

وقد بقي - رحمه الله - في القلعة يكتب العلم، ويُصنّفه، ويُرسل إلى أصحابه الرسائل١.

قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله: (وفي يوم الاثنين تاسع جمادى الآخرة من عام ٧٢٨?، أُخّر ما كان عند الشيخ تقي الدين بن تيمية من الكتب والأوراق والدواة والقلم، ومنع من الكتابة والمطالعة، وحملت كتبه في مستهل رجب إلى خزانة الكتب بالعادلية الكبيرة ... وكان سبب ذلك أنه أجاب لما كان ردّ عليه التقي ابن الأخنائي المالكي في مسألة الزيارة، فردّ عليه الشيخ تقي الدين واستجهله، وأعلمه أنه قليل البضاعة في العلم، فطلع الأخنائي إلى السلطان وشكاه، فرسم السلطان عند ذلك بإخراج ما عنده من ذلك"٢.

وقد حدّث ابن عبد الهادي عن حال شيخ الإسلام بعد إخراج ما عنده من الكتب، ومنعه من المطالعة والكتابة، فقال: (وأقبل الشيخ بعد إخراجها على العبادة والتلاوة والتذكر والتهجد حتى أتاه اليقين، وختم القرآن مدّة إقامته بالقلعة ثمانين أو إحدى وثمانين ختمة، انتهى في آخر ختمة إلى آخر: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} .... وكانت مدة مرضه بضعة وعشرين يوماً. وأكثر الناس ما علموا بمرضه، فلم يفجأ الخلق إلا نعيه"٣.


١ انظر: شيخ الإسلام وجهوده في الحديث ١/٣٨-٣٩.
٢ البداية والنهاية ٤/١٤٠. وانظر: العقود الدرية ص ٣٦٣.
٣ العقود الدرية ص ٣٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>