للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنّ الخبر عند كثيرٍ من النّاس ينقسم إلى صدقٍ وكذبٍ؛ فالمطابق هو الصدق، والمخالف هو الكذب١.

أثبت بعضهم واسطة بين الصدق والكذب

وأثبت بعضهم واسطةً بين الصدق والكذب؛ وهو ما لم يتعمّده الإنسان ٢؛ قال ٣: فهذا ليس بصدق؛ [لأنّه] ٤ غير مطابق، وليس بكذب؛ لأنّ صاحبه لم يتعمّد الكذب، بل أخطأ. وليس كلّ من أخطأ يُقال: إنّه كاذب؛ كالناسي في الصلاة، إذا قال: صلّيتُ أربعاً، ولم يُصلّ إلاَّ ثلاثاً؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له ذو اليدين: أقُصِرَت الصلاة، أم نسيتَ؟ [فقال: "لم أنس، ولم تقتصر". فقال: بلى قد نسيت] ٥. فقال: "أكما يقول ذو اليدين؟ " قالوا: نعم٦.

كل من تكلم بلا علم فهو كاذب

والذي يدل عليه القرآن: أنّ كل من تكلّم بلا علم، فأخطا، فهو كاذب؛ كالذين حرّموا، وحلّلوا، وأوجبوا، وإن كان الشيطان قد زيَّن لهم ذلك، وأوهمهم أنّه حقّ، ولهذا [قال] ٧: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ


١ قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "والخبر تارة يكون مطابقاً لمخبره؛ كالصدق المعلوم أنه صدق، وتارة لا يكون مطابقاً لمخبره؛ كالكذب المعلوم أنه كذب، وغير المطابق مع التعمد كذب ومع اعتقاد أنه صدق إن لم يكن معذوراً كالمفتي بلا اجتهاد يسوغ". الجواب الصحيح ٦٤٥٢.
٢ ولشيخ الإسلام رحمه الله تعالى كلام عن هذا المعنى في الجواب الصحيح ٦٤٥٣-٤٥٤.
٣ يعني شيخ الإسلام رحمه الله به من يُقسّم ذاك التقسيم، فإنّه يُعلّل بهذا التعليل.
وقد ذكر شيخ الإسلام نحو هذا الكلام في الجواب الصحيح ٦٤٥٣-٤٥٤.
٤ ما بين المعقوفتين ساقط من ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
٥ ما بين المعقوفتين مكرّر في ((خ)) .
٦ أخرجه مسلم في صحيحه ١٤٠٣، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب السهو في الصلاة والسجود له.
٧ في ((م)) ، و ((ط)) : قال: قل.

<<  <  ج: ص:  >  >>