للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس فيمن قال إني رسول قسمان: إما مصدق وإما غير مصدق

والمقصود هنا: أنّ الناس [في من] ١ قال: [إني] ٢ رسول: قسمان: إمّا مصدّق، وإمّا غير مصدّق.

فمن ليس بمصدق: لا يمكنه أن يأتي بمثل آيات الأنبياء؛ سواء قال: إنّه كاذب، أو توقّف في التصديق والتكذيب.

وكذلك المؤمنون؛ أتباع الأنبياء: إذا أتوا بآية، كانت دليلاً على نبوّة النبيّ الذي اتبعوه، فلا يمكن من لا يصدّق النبي أن يعارضهم. ومتى عارضهم، لم يكن من آيات الأنبياء.

ولهذا كان أبو مسلم، لمّا قال له الأسود العنسي: أتشهد أنّي رسول الله؟ قال: ما أسمع. قال: أتشهد أن محمّداً رسول؟ قال: نعم. فألقاه في النار، فصارت عليه برداً وسلاماً٣.

فكرامات الصالحين هي مستلزمة لصدقهم في قولهم: إنّ محمّداً رسولٌ، ولثبوت نبوته. فهي من جملة آيات الأنبياء.

وآياتهم٤، وما خصهم الله به، لا يكون لغير الأنبياء٥.

وإذا قال القائل: معجزات الأنبياء، وآياتهم، وما خصّهم الله به: فهذا كلامٌ مجملٌ؛ فإنّه لا ريب أنّ الله خصّ الأنبياء بخصائص، لا توجد لغيرهم.


١ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
٢ في ((ط)) : إن.
٣ القصة أخرجها أبو نعيم في الحلية٢١٢٨، وابن الجوزي في صفة الصفوة ٤٢٠٨. وانظر البداية والنهاية لابن كثير ٦٢٧٢-٢٧٣.
٤ يعني الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
٥ انظر ما تقدم في هذا الكتاب: ص ١٦٢. وما سيأتي في نهاية هذا الفصل، ص ٩٨٧. وانظر كذلك البداية والنهاية ٦١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>