للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بإسناده المعروف عن ابن عباس، قال: {شُهَدَاءَكُم} : من استطعتم من أعوانكم على ما أنتم عليه١.

وقال السدي٢، عن أبي مالك: {شُهَدَاءَكُم من دون الله} : أي شركاءكم٣؛ فإنّ هؤلاء هم الذي يُتصوّر منهم المعارضة إذا كانوا في ريب منه.

أمّا من أيقن أنه من عند الله، فإنه يمتنع أن يقصد معارضته؛ لعلمه بأنّ الخلق عاجزون عن ذلك. والله تعالى شهد لمحمد بما أظهره من الآيات، فادعوا من يشهد لكم. وهؤلاء يشهدون من دون الله، لا يشهدون بما شهد الله به، فتكون شهادتهم [مضادة] ٤ لشهادة الله؛ كما قال: {لَكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ} ٥.


١ انظر: تفسير الطبري ١١٦٦. وزاد المسير ١٥١. وتفسير ابن كثير ١٥٩.
٢ هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي الكبير، أبو محمد القرشي الكوفي. له أقوال في تفسير القرآن، اختلف في توثيقه، وقال الحافظ ابن حجر: صدوق يهم، ورمي بالتشيع من الرابعة، تابعي حجازي الأصل، سكن الكوفة، مات سنة ١٢٨ ?.
انظر: تقريب التهذيب ١٩٦، وتهذيب التهذيب ١٢١٣، وسير أعلام النبلاء ٥٢٦٤-٢٦٥، والأعلام ١٣١٧، والتفسير والمفسرون ١٧٩.
٣ انظر: تفسير ابن كثير ١٥٩.
٤ في ((خ)) : بأربعة. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٥ سورة النساء، الآية ١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>