للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعَاً} ١.

ومتى ذكرت ألفاظ القرآن والحديث، وبُيِّن معناها بياناً شافياً، [فإنّها] ٢ لا [تنتظم] ٣ جميع ما يقوله الناس من المعاني الصحيحة، وفيها زيادات عظيمة لا توجد في كلام الناس، وهي محفوظة مما دخل في كلام الناس من الباطل؛ كما قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ٤، وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} ٥، وقال تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} ٦، وقال: {تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ الحَكِيم} ٧. وفيه من دلائل الربوبية، والنبوة، والمعاد ما لا يوجد في كلام أحدٍ من العباد؛ ففيه أصول الدين المفيدة لليقين٨؛


١ سورة آل عمران، الآية ١٠٣.
٢ في ((خ)) : إنها. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٣ في ((م)) ، و ((ط)) : تنظم.
٤ سورة الحجر، الآية ٩.
٥ سورة فصلت، الآيتان ٤١-٤٢.
٦ سورة هود، الآية ١.
٧ سورة لقمان، الآية ٢.
٨ كثيراً ما يذكر شيخ الإسلام رحمه الله هذه الأصول في مواضع عديدة من كتبه، من ذلك قوله موضّحاً هذه الأصول: "الأصل الأول: يتضمن إثبات الصفات، والتوحيد، والقدر، وذكر أيام الله في أوليائه وأعدائه، وهي القصص التي قصها على عباده، والأمثال التي ضربها لهم. والأصل الثاني يتضمن تفصيل الشرائع، والأمر والنهي، والإباحة، وبيان ما يجبه الله وما يكرهه. والأصل الثالث: يتضمن الإيمان باليوم الآخر، والجنة والنار، والثواب والعقاب. وعلى هذه الأصول الثلاثة مدار الخلق، والأمر، والسعادة، والفلاح، موقوفة عليها، ولا سبيل إلى معرفتها إلا من جهة الرسل؛ فإن العقل لا يهتدي إلى تفاصيلها ومعرفة حقائقها، وإن كان يُدرك وجه الضرورة إليها من حيث الجملة..". مجموع الفتاوى ١٩٩٦.
وقال في موضع آخر: "أصول الدين إما أن تكون مسائل يجب اعتقادها، ويجب أن تذكر قولاً، أو تعمل عملاً؛ كمسائل التوحيد، والصفات، والقدر، والنبوة، والمعاد، أو دلائل هذه المسائل..". درء تعارض العقل والنقل ١٢١. وانظر: مجموع الفتاوى ٣٢٩٤-٢٩٦،، ١٩٩٦-٩٧. وشرح الأصفهانية ٢٦٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>