قال ياقوت: وهو المحصب، وهو خيف بني كنانة. قال أبو رافع - وكان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم: لم يأمرني أن أنزل الأبطح، ولكن ضربت قبته، فنزله. والأبطح اليوم داخل مكة، ويُسمّى العدل. انظر: معجم البلدان ١٧٤. والمعالم الأثرية في السنة والسيرة ص ١٦. ٢ حِراء - بكسر الحاء -: جبل، ويُسمّى جبل النور، ويقع في الشمال الشرقي من مكة المكرمة؛ وفيه الغار الذي كان يتعبد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه نزلت عليه أول سورة من القرآن. وقد وصل إليه اليوم بنيان مكة. انظر: معجم البلدان ٢٢٣٣. والمعالم الأثرية في السنة والسيرة ص ٩٨. ٣ ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين. ٤ أخرجه مسلم في صحيحه ١٣٢٢، كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح، والقراءة على الجن. ٥ وقد ساق الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره، عند قوله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ..} من سورة الأحقاف، كثيراً من الروايات في بدء إسلام الجنّ، ووفودهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر: تفسير ابن كثير ٤١٦٢-١٧١. ومن أشهر هذه الأحاديث وأصحها في إسلام الجنّ، وبداية معرفتهم برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أول أمر النبوة، وإنطلاقهم إلى قومهم منذرين: ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: "انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأُرسلت علينا الشهب. قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يُصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فهنالك حين رجعوا إلى قومهم وقالوا: {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً} ، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم: { {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ..} سورة الجن، الآية ١. أخرجه البخاري في صحيحه ١٢٦٧-٢٦٨، كتاب صفة الصلاة، باب الجهر بقراءة صلاة الفجر. و ٤١٨٧٣-١٨٧٤، كتاب التفسير، باب سورة: قل أوحي إليّ. ومسلم في صحيحه ١٣٢٣، كتاب الصلاة، باب الجهر بالقرآن في الصبح والقراءة على الجنّ. أما وفود الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقراءته عليهم القرآن: فما رواه علقمة قال: أنا سألت ابن مسعود فقلتُ: هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجنّ؟ قال: لا، ولكنّا كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير، أو اغتيل. قال: فبتنا بشر ليلة بات بها قوم. فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء، قال: فقلنا: يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم. فقال: أتاني داعي الجن، فذهبت معه، فقرأت عليهم القرآن. قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد فقال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً، وكل بعرة علف لدوابكم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم". أخرجه مسلم في صحيحه ١٣٢٢، كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح، والقراءة على الجن.