٢ قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى عن الجنّ: "وكافرهم معذب في الآخرة باتفاق العلماء. وأما مؤمنهم: فجمهور العلماء على أنه في الجنة. وقد روي أنهم يكونون في ربض الجنة يراهم الإنس من حيث لا يرونهم. وهذا القول مأثور عن مالك والشافعي وأحمد وأبي يوسف ومحمد. وقيل: إن ثوابهم النجاة من النار، وهو مأثور عن أبي حنيفة. وقد احتج الجمهور بقوله: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} ، قالوا: فدلّ ذلك على تأتي الطمث منهم؛ لأن طمث الحور العين إنما يكون في الجنة". مجموع الفتاوى ١٩٣٨-٣٩. وقال العلامة ابن مفلح في كتاب الفروع: "الجنّ مكلفون في الجملة إجماعاً يدخل كافرهم النار إجماعاً، ويدخل مؤمنهم الجنة وفاقاً لمالك والشافعي رضي الله عنهما، لا أنهم يصيرون تراباً كالبهائم، وأن ثواب مؤمنهم النجاة من النار خلافاً لأبي حنيفة والليث بن سعد ومن وافقهما. قال: وظاهر الأول يعني قول الإمام أحمد ومالك والشافعي رضي الله عنهم أنهم في الجنة كغيرهم بقدر ثوابهم، خلافاً لمن قال: لا يأكلون، ولا يشربون فيها، كمجاهد، أو أنهم في ربض؛ أي حول الجنة، كعمر بن عبد العزيز". لوامع الأنوار البهية ٢٢٢٢-٢٢٣. وانظر: شرح النووي على مسلم ٤١٦٩. ومجموع الفتاوى ١٩٣٨. والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ٣٦٣. ودقائق التفسير - رسالة الفرقان بين الحق والباطل - ٣١٣٨. ٣ سورة الأعراف، الآية ٣٨. ٤ سورة ص، الآية ٨٥. ٥ سورة هود، الآية ١١٩.