للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلَّ جني فوقه من هو أعلى منه، فقد يخدمون بعض [الناس] ١ طاعة لمن فوقهم؛ كما يخدم بعض الإنس لمن أمرهم سلطانهم بخدمته لكتاب معه منه، وهم كارهون طاعته. وقد يأخذون منه ذلك الكتاب ولا يطيعونه، وقد يقتلونه، أو يُمرضونه؛ فكثيرٌ من الناس قتلته الجنّ٢.

سبب صرع الجن للإنس

كما يصرعونهم، والصرع لأجل الزنا، وتارة يقولون إنه آذاهم؛ إما [بصبّ نجاسة] ٣ عليهم، وإما بغير ذلك؛ فيصرعونه صرع عقوبة وانتقام.

وتارة يفعلون ذلك عبثاً؛ كما [يعبث] ٤ شياطين الإنس بالناس.

والجنُّ أعظم شيطنة، وأقلّ عقلاً، وأكثر جهلاً. والجني قد يحب الإنسي، كما يحب الإنسي الإنسي، وكما يحب الرجل المرأة، والمرأة الرجل، ويغار عليه، ويخدمه بأشياء. وإذا صار مع غيره، فقد يعاقبه بالقتل وغيره. كلُّ هذا واقعٌ٥.

ثُمَّ الَّذي يخدمونه تارة يسرقون له شيئاً من أموال الناس، ممّا لم يُذكر اسم الله عليه، ويأتونه إما [بطعام] ٦، وإما شراب، وإما لباس، وإما نقود، وإما غير ذلك. وتارة يأتونه في المفاوز بماء عذب وطعام وغير ذلك٧.


١ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٢ انظر: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ٣٣٨، ٣٥٠-٣٥١.
٣ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٤ في ((خ)) : بعثت. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٥ انظر: مجموع الفتاوى ١٨٢، ١٧٣-١٧٤، ١٣٨٢، ١٩٣٤-٣٥. والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ٣٥٠.
٦ في ((ط)) : بؤعام.
٧ وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله قصصاً عديدة عن هذه الحالات، من تلك قوله: "وآخرون كانت الشياطين تأتيهم بأطعمة يسرقونها من حوانيت الناس، وجرى هذا لغير واحد في زماننا وغير زماننا. وأتى قوم بحلاوة من الهواء، وعرفت تلك الحلاوة المسروقة وفقدها صاحبها، ووصفت الآنية التي كانت فيها، فرد ثمنها إليه. وهذه الأمور وأمثالها معلوم لنا بالضرورة والتواتر. فإذا كانت الجن تحمل الإنسان من مكان إلى مكان بعيد في الهواء، وتحمل إليه الأموال من مكان بعيد، وتخبره بأمور غائبة عن الحاضرين، علم أنّ هذه الخوارق ليست من قوى النفوس، بل بفعل الجن. وإذا كانت الجن تفعل مثل هذا، فالملائكة أعلى منها وأقدر، وأكمل وأفضل". كتاب الصفدية ١١٩٢.
وانظر: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ٨٢، ٨٥، ٢٢٦، ٣٥٢-٣٥٣. ومجموع الفتاوى ١٣٧١، ٧٧، ٩٢، ١٩١٣٥. وجامع الرسائل١١٩٢، ١٩٤. والجواب الصحيح ٢٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>