للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبنحو هذا قال بعض الحنفية: إنَّ البكاء لا يكون رداًّ إلاّ إذا كان له صوت، كالويل، وأمّا لو خرج الدمع من عينيها من غير صوت البكاء لم يكن هذا رداًّ، بل هي تحزن على مفارقة بيت أبويها١.

قال ابن الهمام: واختيرت للفتوى٢.

٣- أنَّ البكاء دليل عدم الرضى مطلقًا. وهو مذهب الحنفيّة٣.

٤- اعتبار قرائن الأحوال، بالكشف عن بكائها أهو للكراهة أم لا؟ فإذا كان للكراهة لم يكن إذنًا- وهذا قول اختاره بعض المحقّقين في المذاهب الأربعة وغيرها.

قال ابن الهمام: "والمعوّل عليه اعتبار قرائن الأحوال في الضحك والبكاء، فإن تعارضت أو أشكل أحتيط، وعن ٤ هذا ما اعتبر بعضهم من أنَّ دموعها إن كانت حارّة فهو ردٌّ، أو باردة فهو رضى، لكنّه اعتبار قليل الجدوى أو عديمه؛ إذ الاحساس بكيفيّتي الدّمع لا يتهيأ إلاّ لخدِّ الباكي، ولو ذهب إنسان يحسه لا يدرك حقيقة المقصود، وليس بمعتاد، ولا يطمئن به القلب، إلاّ أنّه كذا ذكر"٥ اهـ.


١ انظر: المبسوط (٥/٤) ، والهداية مع فتح القدير (٣/٢٦٦) .
٢ انظر: فتح القدير (٣/٢٦٤) .
٣ انظر: المبسوط (٥/٤) ، وبدائع الصنائع (٣/١٣٥٥) ، والهداية مع فتح القدير (٣/٢٦٤) وعزاه ابن قدامة في المغني للصاحبين (٧/٣٨٧) .
٤ كذا "عن" ولعل الصواب: "من ".
٥ فتح القدير (٣/٢٦٤) ، وانظر: بلغة السالك للصاوي (ص ٣٥٩) . والإنصاف للمرداوي (٨/٦٥- ٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>