للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيدة حموه ما سلم"، ومنه قول أبي العلاء المعري١: [الوافر]

٧٧- فلولا الغمد يمسكه لسالا٢


١ هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي، ولد سنة ٣٦٣هـ، نادرة الزمان، وأوحد الدهر حفظا وذكاء وصفاء نفس، وهو شاعر من شعراء العصر الثاني، من عصور الدولة العباسية، ولغوي، له تصانيف منها: رسالة الملائكة، ورسالة الغفران، وسقط الزند، ولزوم ما لا يلزم، وغيرها مات وله ٨٦ سنة، وذلك سنة ٤٤٩هـ.
سير أعلام النبلاء: ٨/ ٢٣، إنباه الرواة: ١/ ٤٦، الوافي بالوفيات: ٧/ ٤٩، البداية والنهاية: ١٢/ ٧٢.
٢ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
يذيب الرعب منه كل عضب
وهو من شواهد التصريح: ١/ ١٧٩، والمقرب لابن عصفور: ١٣، وشروح سقط الزند: ١٠٤ ومغني اللبيب "٤٩٣/ ٣٦٠"، "٩٤٢/ ٧٠٢"، والأشموني: "١٥٨/ ١/ ١٠٢" وابن عقيل: "٥٧/ ١/ ٢٥١" وشذور الذهب: "١٢/ ٥٩".
المفردات الغريبة: يذيب: من الإذابة، وهي إسالة الحديد، ونحوه من الجامدات. الرعب: الفزع والخوف، عضب: هو السيف القاطع. الغمد: قراب السيف وجفنه.
المعنى: يقول المعري: إن كل سيف قاطع يذوب في غمده فزعا وخوفا من هذا السيف، ولولا أن الغمد يمسكه ويمنعه من السيلان، لسال وجرى على الأرض من شدة الخوف.
الإعراب: يذيب: فعل مضارع. الرعب: فاعل مرفوع. كل: معفول به. عضب: مضاف إليه. لولا: حرف امتناع لوجود. الغمد: مبتدأ مرفوع. يمسكه "فعل مضارع، والفعل: هو، والهاء: مفعول به و"الجملة": في محل رفع خبر المبتدأ لسالا: اللام واقعة في جواب "لولا". سال: فعل ماضٍ، والألف: للإطلاق، والفاعل: هو: موطن التمثيل: "لولا الغمد يمسكه"
وجه التمثيل: ذكر الخبر "يمسكه" بعد "لولا" لأنه كون خاص مقيد بالإمساك، وقد دل عليه دليل؛ لأن من شأن غمد السيف إمساكه، والمؤلف يرى: أن خبر المبتدأ =

<<  <  ج: ص:  >  >>