للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: [الوافر]

٢٥٩- وزججن الحواجب والعيونا١


= ماء. باردا: صفة لـ "ماء" منصوبة؛ ونلحظ هنا -أن "الواو" عطفت جملة على جملة.
موطن الشاهد: "وماء".
وجه الاستشهاد: استشهد بهذا البيت على عدم صحة مجيء "ماء" مفعولا معه -كما زعم ابن عقيل- لانتفاء المصاحبة؛ حيث إن الماء لا يصاحب التبن في العلف، أو إن الدابة لا تشرب الماء في أثناء تناولها العلف، فلا يتحد الزمان، وبالتالي فلا ينتصب على المفعولية "المفعول معه"؛ لأن من شرط انتصاب الاسم على أنه مفعول معه أن يكون مشاركا لما قبله في زمان تسلط العامل عليه؛ لاشتراطهم أن تكون الواو السابقة عليه دالة على المصاحبة.
وذهب بعضهم كالجرمي والمازني والمبرد وأبي عبيدة والأصمعي واليزيدي وغيرهم من العلماء إلى أن "ماء" معطوف على قوله "تبنا" بعد التأويل في العامل؛ أي: لا يبقى معنى علفتها: "أطعمتها" وقدمت لها ما تأكله -كما هو معناه الوضعي- بل يضمن معنى أعم منه؛ كأن يراد به: "قدمت لها" أو: "أنلتها" أو: أعطيتها ونحو ذلك؛ والأفضل من هذا، وذاك ما ذهبنا إليه في الإعراب، وهو تخريج أبي علي الفارسي، والمبرد، والزوني. انظر شرح التصريح: ١/ ٣٤٦، وحاشية الصبان: ٢/ ١٤٠-١٤١، وابن عقيل: ٤٦٨١.
١ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
إذا ما الغانيات برزن يوما
وينشد قبل الشاهد قوله:
وأظعان طلبت بذات لوث ... يزيد رسيمها سرعا ولينا
وينشد بعد الشاهد قوله:
أَنَخْنَ جِمالهن بذات غسل ... سراة اليوم بمهدن الكدونا
والشاهد من شواهد التصريح: ١/ ٣٤٦، والأشموني: "٤٤٣/ ١/ ٢٦٦"، والخصائص: ٢/ ٤٣٢، والإنصاف: ٦١٠، والعيني: ٣/ ٩١، ٤/ ١٩٣، والهمع: ١/ ١٢٢، ٢/ ١٣٠، والدرر: ١/ ١٩١، ٢/ ١٦٩، وحاشية يس: ١/ ٤٣٢، وتأويل مشكل القرآن: ١٦٥، ومغني اللبيب: "٦٦٢/ ٤٦٦" وشرح السيوطي: ٢٦٣، والخزانة: ٢/ ٧٣، وشذور الذهب: "١١٦/ ٣١٧.
المفردات الغريبة: الغانيات: جمع غانية، وهي المرأة التي استغنت بجمالها عن الحلي والزينة. برزن: ظهرن. زججن الحواجب: دققنها ورققنها في طول. =

<<  <  ج: ص:  >  >>