للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن كان "ألويس موسل" يتجه إلى أن سبب الهجرات وتحول الأرض الخصبة إلى صحاري، إنما يرجع إلى ضعف الحكومات، وإلى تحول الطرق التجارية١.

٢- وادي الحمض:

وكان يسمى قديمًا "وادي إضم"، ويبدأ من جنوب حرة خيبر، ثم يتجه إلى المدينة المنورة حيث به أودية فرعية كوادي العقيق ووادي القرى، ثم يسير في مرتفعات الحجاز، حتى يصل إلى سهول تهامة فيتجه إلى الشمال الغربي، حيث يصب في البحر الأحمر جنوب ميناء "الوجه"، وهناك بقايا قرية يونانية قديمة، ومعبد يعرف عند الأهلين "بقصر كريم"، وهو من مخلفات المستعمرات اليونانية القديمة، التي كان الملاحون والتجار اليونان قد أقاموها عند ساحل البحر الأحمر لحماية سفنهم من القرصان "أولًا"، وللاتجار مع الأعراب "ثانيًا"، ولتموين رجال القوافل البحرية بما يحتاجون إليه من ماء وزاد "ثالثًا"٢، ويذهب "مورتز" إلى أن هذا الموضع هو مكان مدينة "لويكة كومي" المشهورة في أحداث حملة "اليوس جالليوس" على اليمن في عام ٢٤ق. م، بينما يذهب آخرون إلى أنها المحل المعروف باسم "الحوراء"، وأما طول وادي الحمض، فيقدره الجغرافيون بحوالي ٩٠٠ كيلو متر٣.

٣- وادي السرحان:

ويمتد من "عمان" عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، حتى قرب "الجوف" جنوبًا، على الأطراف الشمالية للنفود الكبير، ويبلغ طوله حوالي ٣٠٠ ميل، ويصل اتساعه في بعض المناطق إلى عشرة أميال، وهو منخفض واسع يطلق عليه "قريات الملح" و"وادي السرحان"، وهو ليس واديًا بالمعنى المفهوم من هذه الكلمة، وإنما هو منخفض واسع من الأرض يمتد من الجنوب إلى الشمال، وتنحدر منه أودية كثيرة من جميع جهاته، ولا شك أنه كان متصلا بإقليم الجوف، غير أن الرمال قد تراكمت في نقطة التقاء المنطقتين -في الموضع المعروف باسم


١ A. MUSIL, OP. CIT., P.٣١٧
٢ محمود طه أبو العلاء: المرجع السابق ص٨٧، ياقوت ١/ ٢١٤-٢١٥، ٤/ ٣٣٨-٣٣٩، ٥/ ٣٤٥، جواد علي ١/ ١٦١.
٣ جواد علي ١/ ١٦١، ياقوت ٢/ ٣١٦ وكذا B. MORITZ, OP. CIT., P.٢١, ٢٤

<<  <   >  >>