للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بستمائة شاقل من الفضة، والفرس بمائة وخمسين"١، وربما كان ذلك أقل من أسعارها العادية، ويعلل "برستد" لذلك، بأن سليمان ربما كان يتمتع في مصر بامتياز خاص عن طريق الفرعون حميّه٢.

وهناك مصدر آخر للخيل، هو "Koa"، وهو اسم دولة في سيليسيا، كانت تقع في السهل الخصب بين جبال طوروس والبحر الأبيض المتوسط، وتشتهر بتربية الخيول، ويذكر "هيرودوت" أن الفرس كانوا يحصلون على أحسن خيولهم من سيليسيا٣،.

وأما المصدر الثالث فربما كان إسرائيل -وفي عهد سليمان بالذات- ونقرأ في التوراة أن سليمان كان شغوفًا بالخيل٤ رغم أن رب إسرائيل قد حذر ملوك إسرائيل من الخيل والنساء والذهب٥، غير أن سليمان إنما كان يرى أن "الفرس معدة ليوم الحرب" وإن "كانت النصرة من الرب"٦، ورغم أن العلماء قد اختلفوا في أسباب ولع سليمان بالخيل، فالذي لا شك فيه أن الخيل كانت على أيامه سلعة تجارية رائجة، وأن أسرائيل كانت تحتكرها تمامًا، وأن كل طرق القوافل الهامة بين مصر وسورية وآسيا الصغرى إنما كانت تمر بمملكة سليمان٧، وقد كشفت بعثات الحفائر الأمريكية في مجدو وبيت شان وتعنك وحاصور وأورشليم وغيرها من مدن مملكة سليمان على بقايا من عدة أجزاء كبيرة من إسطبلات الخيول، والتي كان الواحد منها يسع ٤٥٠ حصانًا٨.

وهكذا يبدو أن الخيل لم تكن أصيلة في بلاد العرب، هذا فضلا عن أن العربي إنما كان يبدو في الآثار المصرية والبابلية والآشورية والفارسية جمالا، لا خيالا،


١ ملوك أول ١٠: ٢٨-٢٩.
٢ J.H. BREASTED, THE DAWN OF CONSCIENCE, N.Y., ١٩٣٩, P.٣٥٥
٣ W. KELLER, THE BIBLE AS HISTORY, ١٩٦٧, P.٢٠٧
٤ ملوك أول ١٠: ٢٦-٢٩، أخبار أيام ثان ١: ١٤-١٧.
٥ تثنية ١٧: ١٤-٢٠.
٦ الأمثال ٢١: ٣١.
٧ W. KELLER, OP. CIT., P.٢٠٧
٨ W. KELLER, THE BIBLE AS HISTORY, P.٢٠٦
وكذا W.F. ALBRIGHT, OP. CIT., P.١٢٤
وكذا J.W. CROWFOOT, IN PEQ, ١٩٤٠, P.١٤٣-١٤٧

<<  <   >  >>