للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النصوص علمًا لأشخاص١.

ولعل من الجدير بالذكر هنا أن "أب كرب أسعد" كان أول ملك يمني يضيف إلى لقبه الرسمي كلمة "الأعراب"، ومن ثم فقد أصبح اللقب الملكي في عهده "ملك سبأ وذي زيدان وحضرموت ويمينات وأعرابها في الجبال والتهائم"٢.

-وسوف نشير إلى ذلك بالتفصيل في مكانه من هذه الدراسة.

وأما الشعر الجاهلي فلم يكن بأفضل من النصوص المكتوبة في هذا الصدد، ومن ثم فإننا لم نجد فيه صيغة من جذر "ع. ر. ب" للدلالة على معنى قومي يتعلق بالجنس، ولا على معنى يتعلق باللغة التي نتكلمها؛ ذلك لأن الجاهليين إنما كانوا غارقين في منازعاتهم القبلية، فلم يكن لديهم -فيما لدينا من التراث اللغوي- ما يدل على المدرك القومي الجامع٣، غير أن الأمور سرعان ما تتغير، فيقف العرب في أخريات العصر الجاهلي أمام الفرس، ومن ثم فقد بدءوا يستشعرون شيئًا من البغضة للفرس، ويشعر "عنترة بن شداد" بهذه البغضة، ومن ثم نراه يقول في معلقته عن ناقته:

شربت بماء الدحرضين فأصبحت ... زوراء تنفر عن حياض الديلم

وهكذا أحس "عنترة" بالدافع القومي الجامع، ولما لم يجد الكلمة التي يعبر عنها، اضطر إلى أن يدور حول المعنى ببيت كامل من الشعر٤.


١ جواد علي ١/ ٢٣-٢٤، خليل يحيى نامي: نشر نقوش سامية قديمة من جنوب بلاد العرب وشرحها، القاهرة ١٩٤٣ ص٨٩، ٩٢.
وكذا Eb, I, P.٢٧٥. وكذا J.A. Montgomery, Op. Cit., P.٢٧
وكذا D.S. Margoliouth, The Relations Between Arabs And Israelites Prior To The Rise Of Islam, London, ١٩٢٤, P.٢
وكذا Albert Jamme, Sabaean Inscriptions From Mahram Bilqis "Marib", P.٤٤٥
٢ F. Altheim And R. Stiehl, Die Araber In Der Alten Welt, Ii, P.٣٢١, Iv, P.٢٧٤
وكذا Le Museon, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٢٩٢
٣ عمر فروخ: تاريخ الجاهلية، بتروت ١٩٦٤ ص٤١.
٤ نفس المرجع السابق ص٤١.

<<  <   >  >>