للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنه لمن الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى "الجاهلية" و"العصر الجاهلي" وغير ذلك من كلمات ترددت كثيرًا بين صفحات هذه الدراسة.

يقول السيوطي إن لفظ الجاهلية اسم حدث في الإسلام للزمن الذي كان قبل البعثة النبوية الشريفة، والقرآن الكريم لم يستعمل كلمة "الجاهلية" هذه، إلا في العصر المدني، ومن ثم فإنك تجدها في السور المدنية -وليس المكية- كما في سورة آل عمران والمائدة والأحزاب والفتح، وإن استعمل كلمة "الجاهليين" في العصر المكي والمدني، كما في سورة البقرة والأعراف والفرقان١.

وقد ذهب البعض إلى أن المقصود من كلمة "الجاهلية" إنما هو الجهل والجهالة، نقيضي العلم والمعرفة، أو الجهل بالقراءة والكتابة، ومن ثم فقد ترجمت الكلمة في اللغة الإنجليزية "The Time Of Lgnoravce" وفي الألمانية "Zert Der Unwissenheit"، بينما ذهب فريق ثان إلى أنها إنما تعني الجهل بالله وبرسوله وبشرائع الدين، وباتباع الوثنية والتعبد لغير الله٢.

على أن فريقًا ثالثًا ذهب إلى أن الكلمة إنما تعني "السفه" الذي هو ضد الحلم، وفي الحديث الشريف: "إذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل" ٣، ومن هذا قول عمرو بن كلثوم.


١ انظر: سورة البقرة: آية ٦٧، آل عمران: آية ١٥٤، المائدة: آية ٥٠، الأعراف: آية ١٩٩، الفرقان: آية ٦٣، الأحزاب: آية ٣٣، الفتح: آية ٢٦، تفسير الطبري ٣/ ١٨٣، ٧/ ٣٢٠-٣٢٦، ١٠/ ٣٩٤-٣٩٥، ١٣/ ٣٢٦-٣٣٢ "دار المعارف" ١٩/ ٣٢-٣٥، ٢٢/ ٢-٨ "طبعة الحلبي"، تفسير القرطبي ص١٤٨٣-١٣٨٥، ٢٢١-٢٢١٣، ٥٢٦٠-٥٢٦٤، ٦١٠٨-٦١٠٩ "دار الشعب ٦٩-١٩٧٠"، تفسير روح المعاني ٢٢/ ٨-٩، تفسير ابن كثير ٢/ ١٢٤-١٢٦، ٣/ ١١٨-١٢٣، تفسير الفخر الرازي ٢٥/ ٢٠٩، تفسير البيضاوي ٢/ ٢٤٥، ٤٠٤، جلال الدين عبد الرحمن السيوطي: المزهر في علوم اللغة، القاهرة ١٩٤٢.
٢ إبراهيم أنيس: دلالة الألفاظ ص١٨٣-١٨٨، عبد الصبور شاهين: تاريخ القرآن ص٥٣، نهاية الرب ١/ ١٥، جواد علي ١/ ٣٨، تفسير الطبري ٧/ ٣٢٠-٣٢٦، روح المعاني ٢٢/ ٩، يحيى الخشاب: المرجع السابق ص١٢، محمد عبد الله دراز: مدخل إلى القرآن الكريم ص١٢٩-١٤١.
وكذا S.M. Zwemer, Arabia, The Cradle Of Islam, P.١٥٨. وكذا Ency. Of Islam, I, P.٩٩٩
٣ وانظر قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثلاث من عمل أهل الجاهلية لا يدعهن الناس، الطعن بالأنساب والاستمطار بالكواكب والنياحة " انظر: تفسير الطبري ٢٢/ ٥، مجموعة الحديث - الرياض ١٩٦٩ ص٢٦٧-٢٦٨، ثم قارن رواية أخرى للحديث الشريف في: مجموعة فتاوى ابن تيمية ١١/ ١٧٤".

<<  <   >  >>