للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثائرين على ملوك سبأ في زمن لا ندريه على وجه التحقيق، ثم كتب له نجح بعيد المدى في مسعاه، فانتزع العرش من أصحابه، ثم لقب نفسه بألقاب الملوك، بل وجعل والده واحدًا منهم، على أن الأمر لم يكن كذلك، إذ لو كان والده ملكًا لما غفلت النصوص عنه، إلا أن يكون ذلك ما يزال في باطن الأرض، ولعل الاكتشافات تأتي لنا بما يؤيد مزاعم "وهب إيل يحز"١.

وأيًّا ما كان الأمر، فلقد خلف "وهب إيل يحز" ولده "أنماريهأمن" الذي حدد له "جام" الفترة "١٤٥-١٣٠ق. م"، غير أن غالبية المؤرخين لم تشر إليهن ووضعت مكانة "كرب إيل وتار يهنعم"٢، الذي ورد في النصوص اسم إله جديد من عهده لم يكن معروفًا من قبل، وهو الإله "ذو سماوي" أو "ذو سماي" أي صاحب السماء أو رب السماء٣.

ونقرأ في نقش "جام ٥٦٤" إشارات عن ثورة قامت في مأرب، ذلك لأن صاحب النص "أنمار" "من غيمان" كان- وكذا "رثد" "من مازن"- يحكمان من قصر سلحين في مأرب، بتفويض من الملك وبأمر منه، وأن هناك اضطرابًا وقع في المدينة ولمدة خمسة شهور، وأن الحاكمَين لم يستطيعا أن يعيدا الأمور إلى نصابها، إلا بعد الاستعانة بقوات من الجيش، هذا ورغم أن النص لم يشر إلى سبب هذه الاضطرابات التي ألحقت بالمدينة أكبر الأضرار، فربما كان السبب تعيين رجل من "غيمان" حاكمًا على العاصمة التي كان أهلها يكنون لهم أشد البغض، منذ وقعت الحروب بينهم وبين "غيمان" على أيام "أنمار يهأمن" شقيق "كرب إيل وتار يهنعم"، ومن ثم فربما ثارت العاصمة السبئية بسبب تعيين "أنمار" الغيماني، مطالبة بخلعه، وأن الملك قد رفض أن يجيب القوم إلى سؤلهم، ومن ثم فقد اشتدت نيران الثورة اشتعالا، ولم تستطع قوات الأمن القضاء عليها لمدة خمسة أشهر، مما اضطر الملك إلى أن يأمر بتدخل الجيش الذي أنهى الثورة٤.


١ A. Jamme, Op. Cit., P.٢٨٠,
٢ وكذا A. Jamme, Op. Cit., P.٢٨١, ٣٩٠
٣ جواد علي ٢/ ٣٣٩، وكذا Zdmg, Xix, P.٢٦٩
وكذا انظر: J. Halevy, Etudes Sabeennes, Ja, Ii, ١٨٧٤, P.٥٠٠
٤ جواد علي ٢/ ٣٣٩-٣٤٠، وكذا A. Jamme, Op. Cit., P.٤٤, ٤٧, ٢٨٠
وكذا Le Museon, ١٩٦٧, ١-٢, P.٢٨٠

<<  <   >  >>