للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ريدان" على أن "شعر أوتر" قد مات في أثناء تدوين النص، وأن "لحيعثت يرخم" قد خلفه على العرش.

ومنها "ثالثًا" أن النص لم يقل لنا شيئًا عن مصير "بيجت" ابن ملك الحبشة وأكسوم، بعد هزيمته في ظفار وفي أرض معافر، فربما بقي في أرض المعاهر، وأن الجيش السبئي لم يكتب له نجحا في تطهير هذه الأرض من الأحباش، ومن ثم فقد بقوا فيها بعد انتهاء المعارك، بل إن نقش "جام٦٣٥" ليحدثنا عن معارك دارت رحى الحرب فيها خلف "مدينة نجران" بين جيش "شعر أوتر" والأحباش، وربما كان في ذلك إشارة إلى أن "نجران" إنما كانت في أيدي الأحباش في تلك الأونة١.

هذا ويشير نفس النقش "جام٦٣٥" إلى أن "شعر أوتر" قد كلف "أبا كرب أحرس" بقياة جيش من "خولان حضل" وبعض أهل نجران وبعض الأعراب، لمحاربة المنشقين من بني يونم "بني يوان" ومن أهل قريتم "قرية لبني كهل" وأن الرجل قد نجح في مهمته إلى حد كبير، ويرى بعض العلماء أن "بني يونم" إنما هم قوم من اليونان استوطنوا بلاد العرب، وقد جاء ذكرهم في نص "جلازر ٩٦٧" وأنهم كانوا يحالفون "قرية" بني كهل هذه، ومن ثم فقد هبوا لمساعدتهم ضد "شعر أوتر"٢.

وأيًّا ما كان الأمر، فليس من شك في أن "شعر أوتر" قد نجح في السيطرة على غالبية الحكومات والأقيال في العربية الجنوبية، إلا أن الأمر لم يكن كذلك في العربية الغربية، والتي تطل على سواحل البحر الأحمر، حيث كان الأحباش أصحاب النفوذ فيها٣، وأما فترة حكمه، فقد كانت- فيما يرى "ألبرت جام"- في الفترة "٦٥-٥٥ق. م"، كما كان شقيقه "حيوعثتر يضع" في الفترة "٥٥-٥٠ق. م" ثم يبدأ السلطان ينتقل من أسرة "يرم أيمن" إلى أسرة "فرعم ينهب"، والتي بدأت


١ جوادعلي ٢/ ٣٧٨-٣٨٠، وكذا A. JAMME, OP. CIT., P.١٣٥-٦, ٣٠٣-٣٠٤
وكذا A. SPRENGER. OP. CIT., P.٦٣
٢ جواد علي ٢/ ٣٨١، وكذا A. JAMME, OP. CIT., P.١٣٨
وكذا LE MUSEON, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٣٧٤
وكذا A. JAMME, SOUTH ARABIAN INSCRIPTIONS, PRINCETON, ١٩٥٥, P.٥٠٣
LE MUSEON, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٧٥

<<  <   >  >>