للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"فون فيسمان" يذهب إلى أن النصف الثاني من عهده، إنما كان في الفترة "٢٨٥-٢٩١"، أو في الفترة "٣١٠-٣١٦م"، وأنه كان يعاصر "امرأ القيس بن عمرو" ملك الحيرة "٢٨٨-٣٢٨م" وصاحب نقش النمارة١، والذي أخضع عدة قبائل منها "مذحج ومعد وأسد ونزار"، حتى وصل إلى نجران٢.

ولعل من الأفضل هنا أن نعود إلى النص نفسه، حيث نقرأ "تي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التج، وملك الأسدين ونزار وملوكهم، وهرب محجو عكدي وجا بزجي في حبج نجرن مدينت شمر، وملك معدو، وبين بنيه الشعوب، ووكلهن فرسو لروم، فلم يبلغ ملك مبلغه، عكدي هلك سنت ٢٢٣ يوم ٧ بكسلول، بلسعد ذو ولده".

وترجمته إلى لغة مفهومة قد تكون على النحو التالي: "هذا جسمان امرئ القيس بن عمرو ملك العرب جميعًا، الذي عقد التاج وملك قبيلتي أسد ونزار وملوكهم، وصد بني محج؟ حتى اليوم، وجاء بنجاح إلى حصار نجران عاصمة شمر، وملك قبيلة معد، وقسم على أبنائه الشعوب، وجعلها فرسانًا للروم، فلم يبلغ ملك مبلغه حتى اليوم، ومات سنة٢٢٣، يوم ٧ من شهر كسلول، السعادة لأولاده"٣.

ومن أسف أن النص لا يشير إلى بقية "اسم "شمر" صاحب مدينة نجران، لنعرف من كان "شمر" هذا، وإن كان قد أشار إلى أن قتالا دار حول نجران بين قوات امرئ القيس وقوات شمر، وأن النصر كان من نصيب الأولين، فإذا كان صحيحًا ما ذهب إليه "فون فيسمان" من أن "شمر يهرعش" كان يعاصر امرئ القيس ملك الحيرة، فإن هذا يعني -فيما يرى الدكتور جواد علي- أن بلاد العرب


١ نقش النمارة: اكتشف هذا النقش "رينيه ديسو وفردريك ماكلر" عام ١٩٠١م، على مبعدة كيلو متر واحد من النمارة، القائمة على أنقاض مخفر روماني شرقي جبل الدروز، وهو في خمسة أسطر محفورة على حجر من البازلت على قبر امرئ القيس المتوفى في ٧ ديسمبر ٣٢٨م، وموجودة الآن بمتحف اللوفر في باريس، وواضح أن كاتبه نبطي، فالخط المستعمل هو الخط النبطي، واللغة العربية المستعملة تعرضت هي أيضًا لتحريفات نبطية.
٢ جواد علي ٢/ ٥٤٨، وكذا Le Museon, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٥٦, ٤٨٦
وكذا F. Altheim, Geschichte Der Hunnen, I, ١٩٥٩, P.١٢٧
وكذا Rep, Epig, ٤٨٣
٣ حسن ظاظا: المرجع السابق ص١٦٥-١٦٦.

<<  <   >  >>