للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت في أوائل القرن الرابع الميلادي ميدانًا للتسابق بين هذين الرجلين القويين، وأن العرب قد انقسموا إلى حزبين: عرب شماليين، وعرب جنوبيين، وأن امرأ القيس، كان قد توغل في بلاد العرب حتى بلغ نجران، وأعالي العربية الجنوبية، وأخضع القبائل العربية المذكورة في النص، التي يرى النسابون أنها قبائل عدنانية في غالبيتها، وأن وصول امرئ القيس إلى حدود العربية الجنوبية من ناحية الشمال، قد جعله وجهًا لوجه أمام "شمر يهرعش"، ومن ثم فقد بدأ النزاع بين الرجلين١.

وعلى أي حال، فليس بعيدًا أن يحدث صدام بين امرئ القيس وشمر يهرعش، أو بأي ملك آخر يملك نجران، ما دام الأول قد حكم قبائل معد التي تسكن الحجاز ونجد، وتتصل منازلها بتخوم نجران، وقد خضعت معد لنفوذ الحيرة، لأن نص شمعون من "بيت رشام" يذكر الأعراب الشماليين والمعديين في معسكر المنذر الثالث ملك الحيرة، والأمر كذلك بالنسبة إلى نص "مريغان"٢.

هذا وقد استدل بعض الباحثين من نص "ريكمانز ٥٣٥" أن "مر القيس بن عمرو ملك خصصتين" إنما هو "امرؤ القيس البدء" ملك الحيرة، كما أن هناك من يرى أن "شمر ذي ريدان" المذكور في النص، إنما هو "شمر يهرعش"، اعتمادًا على ورود الاسمين "شمر ذي ريدان، وشمر يهرعش" في وثيقتين مدونتين في معبد الإله المقة بأوام في مأرب، ومؤرختين بسنتي "تبع كرب بن ودد إل بن حزفر"، الثالثة والسادسة، ومن ثم فإن "مالك" ملك كندة كان معاصرًا لكل من امرئ القيس وشمر يهرعش٣، وبالتالي فإن هذه النتائج تتعارض وما ذهب إليه الأستاذ "شرف الدين" من أن "شمر يهرعش" قد حكم قبل عام ٢٦٠م، وأنه ساعد "أذينة" ملك تدمر في حروبه ضد الفرس٤- كما أشرنا من قبل-

وأيًّا ما كان الأمر، فإننا لا نملك دليلا على أن حربًا دارت رحاها بين امرئ القيس ملك الحيرة، وشمر يهرعش، غير أن نص "جام ٦٥٨"، فيما يرى البعض،


١ جواد علي ٢/ ٥٤٩، وكذا Oriens Antiques, Iii, ١٩٦٤, P.٨١,
٢ جواد علي ٢/ ٥٤٩، وكذا F. Altheim And R. Stiehl, Op. Cit., Ii, P.٣٢١
٣ J. Pirenne, Op. Cit., P.٣٠, ١٦٦, ١٦٨ وكذا Le Museon, ٦٩, ١٩٥٦, P.١٣٩
وكذا A. Altheim And R. Stiehl, Op. Cit, I, P.٣٢٢, Iv, P.٢٧٢
وكذا جواد علي ٢/ ٥٤٩-٥٥٠، مظهر علي الإرياني: المرجع السابق ص٩٥-٩٦.
٤ أحمد حسين شرف الدين: المرجع السابق ص٤٤-٤٥.

<<  <   >  >>