للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ق. م- وربما الثامن ق. م١- وبين آخر مرة أصلح فيها السد في عام ٥٤٣م، على أيام أبرهة الحبشي طبقًا لما جاء في نصي "جلازر ٦١٨" و"٢Cih ٤٥١"، إذ أن هناك عدة إشارات إلى تهدم السد وإصلاحه، منها ما حدث على أيام "شمر يهرعش"٣، ومنها ما حدث على أيام "ثاران يهنعم" عندما تهدم السد عند موضع "حبابض" و"رحبتن"، وأن القوم قد كتب لهم نجحا كبيرًا في إصلاحه٤.

ولعل التهدم الذي حدث على أيام "شرحبيل يعفر" في القرن الخامس الميلادي، إنما كان واحدًا من أشد تهدمات السد خطورة، لأن آثارة تعدت الآثار الجانبية، إلى هروب سكان المنطقة إلى الهضاب والجبال، ثم هجرتهم من هذه المنطقة إلى أرضين أخرى، ربما لأنه كان بسبب كوارث طبيعية، كالزلازل والبراكين، وليس لمجرد سقوط أمطار غزيرة، ومع ذلك فقد نجح القوم بعد كل هذا في تجديد بناء السد وترميمه، على مقربة من "رحب" وعند "عبرن"، فضلا عن حفر مسايل للمياه، وبناء القواعد والجدران، كما أشرنا من قبل، وقد تم ذلك في عام ٤٤٩/ ٤٥٠م،٥ وأخيرًا ذلك التهدم الذي كان على أيام أبرهة الحبشي.

وهكذا يبدو بوضوح أن تحديد تاريخ معين لخراب سد مأرب، وهجرة القبائل العربية من اليمن إلى وسط بلاد العرب وشمالها، أمر لا يمكن -على ضوء معلوماتنا الحالية- أن نقول فيه كلمة نظن أنها القول الفصل، أو حتى قريبًا من هذا القول، وأن الأمر ما يزال في مرحلة الحدس والتخمين، حتى تقدم لنا الأرض الطيبة في اليمن أو في غيرها، ما ينير أمامنا الطريق.


١ جواد علي ٢/ ٢٨١، نزيه مؤيد العظم: المرجع السابق ص٨٨
وكذا D. Nielsen, Op. Cit., P.٧٩. وكذا Die Araber, P.٢٧
٢ F. Altheim And R. Stiehl, Op. Cit., P.٥٨٧
وكذا A. Sprenger, Op. Cit., P.٣١-١٢٦ وكذا E. Glaser, Op. Cit., P.٣٩٠
وكذا Le Museon, ١٩٥٣, ٦٦, P.٣٤٠
وكذا A.F.L. Beeston, Problems Of Sabaean Chronology, Basor, ١٦, ١٩٥٤
٣ جواد علي ٧/ ٢١٠
٤ A. Jamme, Op. Cit., P.١٧٦. وكذا Le Museon, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٩١-٤٩٨
٥ E. Glaser, In Mvg, Ii, ١٨٩٧, P.٣٧٢-٣٧٩, ٣٨٩-٣٩٠
وكذا Le Museon, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٩٣-٤
وكذا H. St. J.B. Philby, The Background Of Islam, Alexandria, ١٩٤٧, P.١١٨.
وكذا A. Sprenger, Die Alte Geographie Arabiens, Berlin, ١٨٧٥, P.١٣, ٢٠, ٢٨

<<  <   >  >>