للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المشروع الذي أتمه "دارا الأول" الفارسي "٥٢٢-٣٨٦ق. م" لمصلحة بلاده١.

وأيًّا ما كان الأمر، فإن بطليموس الثاني قد أرسل بعد ذلك "أرستون" لكشف الساحل الشرقي للبحر الأحمر٢، إلى جانب إنشاء موانئ على هذا البحر٣، فضلا عن توسيع دائرة التبادل التجاري بين مصر وبلاد العرب والهند، وذلك رغبة منه في تصريف المنتجات المصرية كالمنسوجات والزيوت والآنية الزجاجية والأسلحة وغيرها من معدات القتال، فضلا عن الحصول على العطور والبهار والبخور والمر والقرفة والعاج والأرز والأصداف والآلئ والأصباغ والقطن والحرير من الصومال ومن بلاد العرب الجنوبية والهند٤.

وهكذا وضع بطليموس الثاني الساحل العربي للبحر الأحمر تحت سلطانه، كما عمل في نفس الوقت على توطيد علاقاته الطيبة بـ "ديدان" على طريق القوافل، وربطها بميناء جديد على البحر الأحمر، مما أدى في نهاية الأمر إلى تحويل تجارة البخور عن طريقها القديم الذي كان يمر ببلاد الأنباط إلى هذا الطريق الجديد، ثم العمل على نقلها بعد ذلك إلى مصر، عبر البحر الأحمر، عن طريق المراكب٥.

وقد أدى ذلك كله إلى أن تشهد العلاقات التجارية بين مصر وبلاد العرب، نشاطًا لم تعهده من قبل٦، ولا أدل على ذلك من أن البطالمة قد أنشئوا منصبا جديدًا في أواخر القرن الثاني وبداية القرن الأول قبل الميلاد، وهو منصب "قائد البحر الأحمر والبحري الهندي"، الذي يرجع أن الذي كان يتولاه في بادئ الأمر،


١ أحمد فخري: مصر الفرعونية ص٤٢٦.
٢ فضلو حوراني: المرجع السابق ص٥٣، إبراهيم نصحي: المرجع السابق ص١٢١
وكذا W.W. TARN, JEA, ١٥, P.١٤
٣ جواد علي ٣/ ٢١
وكذا W. VINCENT, THE PERIPLUS OF THE ERYTHREAN SEA, P.٣٠٩
وكذا M. ROSTOYTZEFF, SOCIAL AND ECONOMIC HISTORY OF THE HELLENISTIC WORLD, I, P.٣٨٧
٤ إبراهيم نصحي: تاريخ الحضارة المصرية -العصر اليوناني الروماني- ص٤٥.
٥ دائرة المعارف الإسلامية ٦/ ٤٨٠-٤٨١.
٦ فضلو حوراني: المرجع السابق ص٥٥-٥٦
وكذا S.A. HUZAYYIN ARABIA AND THE FAR EAST, CAIRO, ١٩٤٢, P.٨٦
وكذا DE LACY O'LEARY, ARABIA BEFORE MUHAMMED, LONDON, ١٩٢٧, P.٧١ذ

<<  <   >  >>