للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حال، فهو المعروف باسم "إيروتيموس Erotimus"، وربما كان هو الذي عناه "يوسف اليهودي" في أحداث عام ٩٧ق. م، فيما يرى بعض الباحثين١، وذلك حين لجأ إليه أهالي غزة يطلبون معونته في أثناء حصار "إسكندر جنايوس" "١٠٣-٧٦ق. م" لمدينتهم، إلا أنه لم يكن عند حسن الظن به على رأي٢، وأنه قدم إليهم ما يطلبون على رأي آخر٣، ومن ثم فقد بدأت العلاقات بين الطرفين تأخذ اتجاها آخر، حين رأي الأنباط أن المكابيين إنما يسعون إلى الاستيلاء على الأردن، ثم التوغل في أرض النبط نفسها، مما كان سببًا في أن يقف الأنباط في وجه السياسة المكابية٤.

وفي عهد الملك "عبادة الأول" نجح الأنباط في إلحاق الهزيمة بإسكندر جنايوس في موقعة دارت رحاها على الشاطئ الشرقي لبحر الجليل، ومهدت الطريق لاحتلال الجنوب الشرقي من سورية "منطقة حوران وجبل الدروز اليوم" أما إسكندر المكابي فقد فر إلى القدس، حيث قوبل هناك بمعارضة شديدة، سرعان ما تحولت إلى عداء صريح، يتمثل في استدعاء أحد الحكام السلوقيين وتنصيبه ملكًا، وهكذا وضعت الظروف، "إسكندر" بين خصمين قويين "ديمتريوس الحاكم السلوقي وعبادة الملك النبطي"، ومن ثم فقد رأى "إسكندر" أن من الخير له أن يكسب ود الأنباط، حتى يستطيع الحفاظ على عرشه، فتنازل لهم عن مؤاب وجلعاد، وأماكن أخرى كان يخشى من انضمامها إلى أعدائه٥.

ويعد "الحارث الثالث"- الذي جاء بعد "رب إيل الأول"٦- من أشهر


١ KLT, P.١٥٣. وكذا EI, III, P.٨٠١. وكذا J. HASTINGS, OP. CIT., P.١٢١
٢ F. ALTHEIM AND R. STIEHL, OP. CIT., P.٢٩٠
٣ فيليب حتى: المرجع السابق ص٤١٩.
٤ جواد علي ٣/ ٢٦
وكذا THE UNIVERSAL JEWISH ENCYCLOPAEDIA, ٨, P.٧٩
٥ فيليب حتى: المرجع السابق ص٤١٩، جواد علي ٣/ ٢٧
وكذا CAH, P, P.٤٠٩. وكذا EI, ٣, P.٨٠١ وكذا J. HASTINGS, ERE, ٩, P.١٢١
وكذا JOSEPHUS THE JEWISH WAR, I, IV, ٣-٤
٦ يبدو أن حكمه كان قصيرا لم يتجاوز العام "٨٧/ ٨٦ق. م"، وقد عثر له عن تمثال في البتراء عام ١٨٩٨م "انظر: J. CANTINEAU, OP. CIT., P.١
وكذا SYRIA, IV, ١٩٢٣, P.١٥٢. وكذا DIE ARABER, I, P.٢٩١

<<  <   >  >>