للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتقليدية في ولاية واحدة وجعل من "أنطاكية" عاصمة لها١.

وهناك في البتراء كتابة عليها اسم الحارث، دونها أحد قواده في "المدارس" -وهو معبد ذي الشرى إله الأنباط الكبير- هذا وقد كان الحارث مغرما بالحضارة الهلينيستية، ومن ثم فقد ترك الباب مفتوحا على مصراعيه للتأثيرات اليونانية، فهو أول من سك نقودا نبطية، اقتبس لها النموذج المعروف عند البطالمة، كما أتى بالصناع السوريين الذي أدخلوا النماذج الهلينستية إلى عاصمته، وربما كانوا هم الذين نحتوا الواجهة الجميلة المعروفة اليوم "بالخزانة"، كما يرجع أن المسرح- وهو بناء على الطراز اليوناني- قد بنى زمن الرومان، وهكذا بدأت البتراء تتخذ مظاهر مدينة هلينستية نموذجية، فكان فيها شارع رئيسي جميل، وعدة أبنية وعامة٢.

وجاء بعد الحارث ولده "عبادة الثاني" الذي حكم في الفترة "٦٢-٦٠ق. م" على رأي، وفي الفترة "٦٢-٤٧ق. م" على رأي آخر، ولدينا من عهده نقد من الفضة من فئة "الدراخما"، يرجع إلى العام الثاني أو الثالث من حكمه، وقد صور الملك عليه بوجه حليق ورأس ذات شعر قصير، ويبدو أن سياسة الأنباط منذ أيام هذا الرجل كانت مقصورة على المحافظة على استقلالهم، والارتباط بالرومان بروابط الحلف والولاء، ومن ثم فقد شاركوا على أيام مالك الأول في حملة "يوليوس قيصر" على الإسكندرية في عام ٤٧ق. م، بفرقة من الفرسان، ساعدته على القيض على ناصية الأمور هناك، والخروج من المأزق الذي كان فيه٣.

وجاء "مالك الأول"، وقد حكم في الفترة "٤٧-٣٠ق. م" على رأي، وفي الفترة "٥٠ أو ٤٧-٣٠ق. م" على رأي ثان، أو "٥٠-٢٨ق. م" على رأي ثالث، بل إن هناك من يذهب إلى أنه قد حكم بعد "الحارث الثالث" مباشرة


١ فيليب حتى: المرجع السابق ص٣٠٩، جواد علي ٣/ ٢٩، وكذا Eb, P.٩٩١
٢ فيليب حتى: المرجع السابق ص٤٢٠ وكذا Clermont-Ganneau, Rao, Ii, P.٣٧٩
وكذا Provincia Arabia, I, P.٢٠٩
٣ جرجي زيدان: المرجع السابق ص٨٨، صالح العلي: المرجع السابق ص٣٩، عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص٢٣٤، جواد علي ٣/ ٣٤
وكذا H. Von Wissmann And M. Hofner, Op. Cit., P.٣٠٦
وكذا P.K. Hitti, Op. Cit., P.٦٨

<<  <   >  >>