للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البطالمة، حددوا الفترة ما بين عامي ٢٨٠، ٢٠٠ قبل الميلاد لقيامها١، وأن نهايتها إنما كانت على يد الأنباط استولوا على "الحجر" في عام ٦٥ق. م، و"ديدان" في عام ٩ق. م٢، وربما كان سندهم في ذلك شاهد قبر عثر عليه في العلا، يرجع إلى أيام الملك النبطي الحارث الرابع "٩ق. م-٤٠م" وكذا عدم إشارة "سترابو" إلى مملكة لحيانية في أثناء حديثه عن حملة "إليوس جالليوس" إلى اليمن في عام ٢٤ق. م، فضلا عن أن حديثه عن دولة الأنباط قد يشير إلى أن دولتهم قد امتدت حتى يثرب٣.

وعلى أي حال، فإن هناك من يرى أن نهاية دولة لحيان إنما كانت على أيدي المعينيين، وأن ذلك كان فيما بين نهاية القرن الثالث، والقرن الأول قبل الميلاد، وإن كان هذا لا يعني نهاية اللحيانيين، فإن هناك -في رأي هذا الفريق من العلماء- اتفاقا بين الطرفين على أن يكون للمعينيين إدارة النواحي التجارية، وللحيانيين الناحية الإدارية وتنظيم شئون الحكم، ويستدل على ذلك من أن شخصية معينية قدمت قربانا للمعبود اللحياني، ذو غبت" "صاحب الغابة"، وإن كنا لا نستطيع أن نستدل من ذلك على استمرار دولة لحيان، فأمر كهذا لا يعني أكثر من أن بعض الولاة إنما يقومون بمشاركة الشعب الذي يحكمونه، وخاصة إذا ما كان مفهوم هذا المعبود مع مفهوم أحد معبودات الحاكم في العصور القديمة٤.

هذا وقد عثر في العلاء على ما يقرب من أربعمائة نقش لحياني، غير أن الكثرة المطلقة منها عبارة عن مخربشات صغيرة، وبعضها -كما هو الحال في النقوش المعينية الشمالية- عبارة عن أجزاء صغيرة من نقوش، وجدت في غير أماكنها الأصلية، وقد استخدم القوم حجارة هذه النقوش أخيرا كموا للبناء، حيث نجدها في جدران المنازل وأسوار الحدائق في العلا الحالية، ومن ثم فنصوص هذه أوضاعها


١ جواد علي ٢/ ٢٤٦، وكذا EI, III, P.٢٦
٢ جواد علي ٢/ ٢٤٦، وكذا W. CASKEL, OP. CIT., P.٣٥
٣ جواد علي ٢/ ٢٤٧
وكذا CIH, II, I, ٣٣٢. وكذا F. ALTHEIM AND R. STIEHL, OP. CIT., P.٩٥
٤ عبد الرحمن الطيب الأنصاري: لمحات عن بعض المدن القديمة في شمال غربي الجزيرة العربية -مجلة الدارة، العدد الأول، مارس ١٩٧٥ ص٨٠، قارن: ألويس موسل: شمال الحجاز ص٩٨-٩٩.

<<  <   >  >>