للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على المدينة، بدليل أن الروم قد سمحوا للمدينة بحق الاحتفاظ بحامياتها "Miiitia" في خارج تدمر١.

وقد بذل "تراجان" "٩٨-١١٧م" جهده لضم تدمر إلى المقاطعة العربية، التي أنشأها في عام ١٠٦م، واتخذ من "بصرى" مقرا لها، وفي عام ١٣٠م، زار "هدريان" "١١٧-١٣٨م" تدمر، وجعلها تابعة لروما، ثم منحها لقب "هدريانا بالميرا" "Hadrinana Paimya" و"هدريانوبوليس" "Hadrianopoiis"، كما أصبحت المدن التابعة لتدمر، تابعة لروما٢، وفي الواقع لقد نالت تدمر عناية كبيرة من "هدريان"، حتى قيل أنه "المؤسس الثاني" لها، فاهتم بحماية الطرق البرية التي توصلها إلى نهر الفرات، والتي كانت شريانا مهمًا للتجارة العالمية وقت ذاك، ثم كانت العلاقة الطيبة بين الفرس والروم في عهده سببا في رخاء تدمر، فوصلت الحاميات الرومية إلى شواطئ الفرات الغربية، وأقام التجار في مدينة "Voiogasia"، كما بنوا لهم معبدا هناك٣، ولدينا كتابة ترجع إلى عام ١٣٧م، أصدرها مجلس شيوخ المدينة لتنظيم التجارة وتثبيت الضرائب، وكيفية جبايتها٤.

وفي أوائل القرن الثالث الميلادي منح "سبتميوس سيفيروس" "١٩٣-٢١١م" تدمر حقوق المستعمرة، واستمرت كذلك حتى على أيام "كراكلا" "٢١١-٢١٧م"، وهكذا اكتسبت تدمر حق الملكية والإعفاء من الخراج، فضلا عن الحرية التامة في إدارة شئونها، وبدأ كبار القوم يضيفون إلى أسمائهم العربية أو الآرامية، أسماء رومية، بل وقد أضافت إحدى الأسر اسم "سبتميوس" أمام أسمها السامي، مما يدل على نوالها حق الرعاية في عهد "سيفيروس"، وربما كان ذلك سبب الخدمات التي قدمتها في الصراع ضد الفرس، إلا أن ذلك لا يعني أن


١ جواد علي ٣/ ٨٦، وكذا J. STARCKY, PALMYRE, P.٢٧
٢ فيليب حتى: المرجع السابق ص٤٣٥، وكذا EB, ١٧, P.١٦٢
٣ جواد علي ٣/ ٨٢، وكذا M. ROSTOUTZEFF, CARAVAN CITIES, P.١٤٤
وكذا F. STARK, OP. CIT., P.٢٥٣
وكذا MOMMSEN, PROVINCES OF THE ROMAN EMPIRE, ٢, P.٢٣٦
٤ جواد علي ٣/ ٨٧، المشرقي، الجزء١٢، عام ١٨٩٨، ص٥٣٨، وكذا EB, ١٧, P.١٦٢
وكذا W. WRIGHT, OP. CIT., P.III, وكذا G.A. COOKE, OP. CIT., P.٣٢٢

<<  <   >  >>