للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تدمر، إنما أصبحت مقاطعة رومية تماما، وإنما كانت حكومة شبه مستقلة، تدير شئونها الإدارية بنفسها، ولكنها تخضع لإشراف روما عليها١.

وانتهزت تدمر فرصة انشغال روما بغزوات الجرمان التي كانت تهدد دولتهم في أوروبا الغربية، وأخذت توسع رقعتها، وإن ظلت وفية للروم، وهكذا أصبحت دولة تدمر تشمل عددا من المدن الصغيرة التابعة لها، مثل "دورا" و"الرصافة"٢، وقد استخدمت "دورا" كمعقل لحماية تجارة تدمر الناشئة، وقد وجدت فيها بقايا أبنية ذات زخارف نافرة تمثل جنودا تدمريين، وأما "الرصافة" فقد دعيت في كتابة أثرية أشورية تعود إلى أخريات القرن التاسع قبل الميلاد باسم "رصابا Rasappa" وهي نفس المدينة التي جاءت في التوراة٣ تحت اسم "رصف" بمعنى "الجمر المتوهج" وهدمها "سنحريب" "٧٠٥-٦٨١ق. م" في أوائل القرن السابع ق. م، وقد عرفت فيما بعد باسم "سرجيوس بولس" نسبة إلى قديسها المحلي "سرجيوس" الذي استشهد في عهد دقلديانوس" "٢٨٤-٣٠٥م"٤.


١ فيليب حتى: المرجع السابق ص٤٣٥-٤٣٦.
وكذا G.A. COOKE, OP. CIT., P.٢٥٠, ٣١٢ وكذا CAH, XI, P.١٣٩, XII, P.١٨
٢ عب العزيز سالم: المرجع السابق ص٢٤٩.
٣ ملوك ثان: ١٩: ١٢، أشعياء ٢٧: ١٢.
٤ فيليب حتى: المرجع السابق ص٤٣٦، وكذا EB, ١٧, P.١٦٢

<<  <   >  >>