للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما ترفض ذلك في إباء وشمم، قائلة: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، ثم تصيح، واذلاه يا آل تغلب، فما كان من عمرو بن كلثوم، إلا أن أمسك بسيف الملك، وأطاح به رأسه، وهكذا جنى عمرو بن هند ثمرة غروره" إن صحت الرواية١.

ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن "هندا" أم "عمرو بن هند" هذه، إنما كانت نصرانية، وقد نسب إليها بناء "دير هند الكبرى"، الذي بقي حتى القرن الثاني الهجري، ويذهب البعض إلى أن البناء إنما تم على أيام الأسقف "مار أفرايم" في عهد ملك الفرس "خسرو أنوشروان وقد جاء في صدر هيكل الدير: "بنت هذه البيعة هند بنت الحارث بن عمرو بن حجر، الملكة بنت الأملاك، وأم الملك عمرو بن المنذر، أم المسيح وأم عبده، في زمن ملك الأملاك خسرو أنوشروان وفي زمن مار أفرايم الأسقف، فالإله الذي بنت له هذا البيت يغفر خطيئتها ويترحم عليها وعلى ولدها، ويقبل بهما، ويقومها إقامة الحق، ويكون الإله معها ومع ولدها الدهر الداهر"٢، فإذا صحت هذه القراءة فإن بناء الدير، إنما يرجع إلى عهد "عمرو بن هند"٣.

هذا ويذهب "لويس شيخو" إلى أن "عمرو بن هند" قد تنصر، إذ كانت الحيرة في وقته تموج بالمبشرين المسيحيين، ومن ثم فليس ببعيد أن تكون هند قد أجابت دعوتهم، فاعتنقت النصرانية، ثم عملت على جذب ابنها لاعتناقها٤، وإن كان هناك من يشك في ذلك، ويرى أن النعمان بن المنذر "٥٨٠-٦٠٢م" هو الوحيد الذي تنصر من ملوك الحيرة٥.

وجاء بعد "عمرو بن هند" أخوه "قابوس بن المنذر"، والذي كان موضع


١ ابن الأثير ١/ ٥٤٧-٥٤٩، الأغاني ٩/ ١٧٥، ١١/ ٥٣، الشعر والشعراء ص١٥٧-١٥٩، الأمالي ١/ ١٩٣، بلوغ الأرب ٢/ ١٤٢، شعراء النصرانية ١/ ٢٠٠، محمد الخضرمي ١/ ٣٣.
٢ البكري ٢/ ٦٠٦، ياقوت ٢/ ٥٤٢، صحيح الأخبار ٣/ ٨٩.
٣ ياقوت الحموي ٢/ ٥٤١-٥٤٢، يوسف رزق الله، المرجع السابق ص٤٧، وكذا
P.K. Hitti, Op. Cit., P.٨٣
٤ البكري ٢/ ٦٠٦-٦٠٧، جرجي زيدان: المرجع السابق ص٢٢٣، لويس شيخو: النصرانية وآدابها: بيروت ص١٩١٢ ص٩١.
P.K. Hitti, Op. Cit., P.٨٤

<<  <   >  >>