للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما كانت كذلك باللخميين، ولهذا فقد تزوج "الأسود بن المنذر" ملك الحيرة من "أم الملك" ابنة عمرو المقصور، فولدت له النعمان بن الأسود١.

على أن علاقة عمرو المقصور هذا بالغساسنة إنما هي موضع خلاف بين المؤرخين، فذهب البعض إلى أنها كانت علاقة عدائية، وأن عمرا إنما كان في أحايين كثيرة يشن الغارة عليهم، حتى لقي حتفه آخر الأمر بيد "الحارث بن أبي شمر" الغساني٢ بينما يذهب فريق آخر إلى أن العلاقات بينهما إنما كانت طيبة، وأن عمرا قد تزوج من "هند الهنود" بنت "ظالم بن وهب"، وكانت أختها "ماريا" زوجة للحارث الغساني الأكبر، وأن الذي قتل عمرا، إنما هو "عامر الجون" في "يوم القنان"، إبان ثورة ربيعة على عمرو المقصور٣، وذلك حين انتهزت فرصة الضعف في آل كندة على أيامه، وكان قد ظهر من بني تغلب في نفس الوقت رجل قوي، هو "وائل بن ربيعة" المعروف بكليب وائل، فانتزع من عمرو السيطرة على جميع قبائل ربيعة، أو أن قبائل ربيعة قد انحازت من تلقاء نفسها إلى "كليب"، ومن ثم فقد اضطر عمرو إلى أن يستنجد "بمرشد بن عبد ينكف الحميري"، الذي أنجده بجيش كبير، والتقى عمرو بكليب في ديار بني أسد -على مقربة من جبل القنان- فقتل عمرو في المعركة، وتحررت قبائل ربيعة من سيطرة آل كندة إلى حين٤.

وجاء بعد عمرو ولده "الحارث" من زوجه أم إياس أو أم إناس بنت عوف على رأي٥، ومن امرأة من بني عامر بن صعصة على رأي ثان٦، ومن بنت حسان بن تبع الحميري على رأي ثالث٧، ويرى الطبري أن "عمرو بن تبع" إنما أراد بهذا الزواج الإقلال من شأن بني أخيه "حسان بن تبع" بعد أن قتله بنفسه، وفي نفس الوقت الإعلاء من شأن عمرو بن حجر الكندي؛ ذلك لأن العرب لم تكن


١ تاريخ الطبري ٢/ ١٠٤، حمزة الأصفهاني: المرجع السابق ص٦٩، المعارف ص٢٧٥.
٢ تاريخ اليعقوبي ١/ ٢١٦، الأغاني ٨/ ٦٥، مروج الذهب ٢/ ٨٣-٨٤.
٣ ياقوت ٤/ ٤٠١، المفضليات ص٤٢٩، عمر فروخ: تاريخ الجاهلية ص٨٧.
٤ عمر فروخ: المرجع السابق ص٨٨، المفضليات ص٤١٦.
٥ جواد علي ٣/ ٣٢٦، كتاب المعاني الكبير لابن قتيبة ١/ ٥٣١، وما بعدها، الأغاني ٨/ ٦٢، ثم قارن: الأغاني ١٥/ ٨٣، وانظر: G. Olinder, Op. Cit., P.٤٨
٦ الدينوري: الأخبار الطوال ص٥٢.
٧ تاريخ الطبري ٢/ ٨٩، حمزة الأصفهاني: المرجع السابق ص٦٩.

<<  <   >  >>