للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي عام ١٨٨٢م، قام المستشرق النمساوي، "سيجفريد لانجر" المتخصص في اللغة العربية برحلة إلى اليمن، حيث عثر على نقش حميري هام بالقرب من "ظران" كما حصل على نقوش أخرى على مقربة من "ضاف" التي بحث عنها "سيتزن" دون جدوى، كما تمكن من نسخ عدد من النقوش في صنعاء، فضلا عن الحصول على نقوش من عدن، لم يعرف موطنها الأصلي، من بينها نقش حضرمي له أهمية لغوية، على الرغم مما به من تلف١.

وجاء "إدوارد جلازر" تلميد "موللر"، والذي ترجم الجزء الثاني من "الإكليل" إلى اللغة الألمانية -فقام فيما بين عامي ١٨٨٢، ١٨٩٢م، بثلاث رحلات إلى اليمن، كانت ذات نفع كبير في تاريخ البحث العلمي، وقد أعد "جلازر" نفسه للمهمة إعدادًا طيبًا، فرغم أنه كان أستاذًا للغة العربية، فقد أقام -قبل رحلاته إلى اليمن- فترات في تونس والقاهرة، ليتمكن من اللغة العربية، وليتعرف على العادات العربية، وأخيرًا رغم أنه يهودي، فقد ادعى الإسلام، وارتدى زي علمائه وسمى نفسه "الحاج حسين".

وقد بدأ "جلازر" رحلته الأولى في أكتوبر ١٨٨٢م، في رفقة حملة تركية جردت لفتح مدينة "سودة" التي كانت تناصب الحكومة العداء، وفي هذه الرحلة زار المنطقة الوسطى، وعاد إلى فرنسا في مارس ١٨٨٤م، ومعه ٢٥٠ نقشًا، ثم كانت رحلته الثانية، فيما بين أبريل ١٨٨٥، وفبراير ١٨٨٦م، وقد اهتم فيها بالمنطقة الواقعة بين عدن وصنعاء، كما زار "ظفار" ونسخ عددًا كبيرًا من النقوش المعينية، وقد أضيفت فيما بعد إلى ممتلكات المتحف البريطاني٢.

وفيما بين عامي ١٨٨٧، ١٨٨٨م، قام برحلته الثالثة، التي زار فيها "مأرب" ورسم تخطيطات لآثار القنوات والسدود القديمة، كما رسم خريطة جغرافية للمناطق التي زارها، فضلا عما قدمه من وصف لآثارها، وفي رحلته الرابعة "١٨٩٢-


١ ديتلف نلسن: المرجع السابق ص١٧.
وكذا Delacy O'leary, Arabia Before Muhammed, P.٢٢١
وكذا F. Hommel, Exploration In Arabia, Philadelphia, ١٩٠٣, P, ٧٢٢
وكذا Otto Weber, Arabien Vor Dem Islam, ١٩٠٤, P.١١
٢ ديتلف نلسن: المرجع السابق ص١٩.
وكذا O. Weber, Op. Cit., P.١١
وكذا H. Derenbourg., Yemen Inscriptions, The Glaser Collection, In The Babyloniana And Oriental Record, I.١٨٨٧

<<  <   >  >>