للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اتجهت الأولى إلى الحفر في "بيجان" بحضرموت، واتجهت الثانية إلى اليمن، إلا أن بعثة "فيلبس" كانت للأسف غير موفقة في صلتها بالحكومة اليمنية، ومن ثم فلم تتمكن من إتمام حفر المساحة الأمامية لمعبد محرم بلقيس على مقربة من مأرب، ولكن الأسابيع القليلة التي قضتها البعثة هناك كانت كفيلة بإظهار كثير من المباني والنقوش الجديدة، وإظهار مدى النجاح الذي ينتظر أية بعثة علمية تقوم بالحفر في هذه المناطق البكر١.

وهكذا تمكنت البعثة من الحصول على نتائج جديدة لم تكن معروفة عن تاريخ قتبان وسبأ، فضلا عن حفائرها في "تل هجر بن حميد" الذي كشفت فيه عن كثير من الفخار الذي يرجع إلى ما قبل الميلاد بألفي سنة، كما كشفت عن معابد وقصور في "تمنع" -العاصمة القتبانية القديمة- والتي يتجه البعض إلى أنها خربت لأول مرة في حوالي عام ٢٥ق. م٢، وأما في مأرب فقد كشفت البعثة عن معبد الإله القمر، وعن سد مأرب، وعن خرائب ترجع إلى القرن السابع ق. م، كما عثرت البعثة على كثير من الآثار البرونزية والرخامية وبعض النقوش السبئية٣، وأخيرًا فقد ظهرت في الصحف بعض المقالات عن حفائر البعثة، فضلا عن كتابين، الواحد منهما للقارئ العادي كتبه "وندل فيلبس"، والآخر تقرير علمي واف عن الحفائر٤.

وفي عام ١٩٥٢م، وبينما كانت البعثة العلمية قد توقفت عن عملها في مأرب، كانت هناك بعثة جامعة الدول العربية في صنعاء، تقوم بتصوير المخطوطات العربية النادرة في اليمن، وهنا طلبت حكومة اليمن من الدكتور خليل يحيى نامي -رئيس البعثة والأستاذ بجامعة القاهرة، والمتخصص في النقوش اليمنية- أن ينضم إلى لجنة


١ أحمد فخري: المرجع السابق ص١٥٧-١٥٨.
٢ فؤاد حسنين: المرجع السابق ص٢٥٩ وكذا R.H SANGER, OP. CIT., P.٢٤١
٣ فؤاد حسنين: المرجع السابق ص٢٥٩-٢٦٠.
٤ WENDELL PHILLIPS, QATABAN AND SHEBA, LONDON, ١٩٥٥
وقد ترجمه عمر الديراوي تحت عنوان "كنوز مدينة بلقيس، قصة اكتشاف مدينة سبأ الأثرية في اليمن" بيروت ١٩٦١م. وانظر كذلك: أحمد فخري: المرجع السابق ص١٥٨، وأما التقرير العلمي فقد نشر تحت عنوان: ARCHAEOLOGICAL DISCOVERIES IN SOUTH ARABIA "JOHN HOPKINS PRESS", ١٩٥٨

<<  <   >  >>